أقلامهم

مطلق الوهيدة يرى أن الإعلام يستطيع أن يبني ويهدم داعيا الى التنبه لخطره وإختراقاته

مسؤولية الإعلام


مطلق الوهيدة


في أغلب الدول التي تتمتع بدستور ديموقراطي وبنفس من الحرية، يتم فيها فصل السلطات ومنهجية كل منها واختصاصها الموكل إليها، ودائما يأتي الترتيب الإعلامي بجميع مفاهيمه في الآخر وهو الترتيب الرابع والذي يسمى بالسلطة الرابعة. وحقيقة الأمر ان هذه السلطة تعتبر الأولى لما لها من قوة تأثيرية وإرشادية بين أفراد الدولة وكذلك مؤسساتها ومسؤولوها، خاصة عندما تبين لهم الأخطاء ما ظهر منها وما بطن، ليستفيد من أراد ان يستفيد ويتعرف على طريق الصواب او طريق الخطأ ليتجنبه.
وهذه هي السلطة الرابعة بإعلامها التقليدي والحديث تستطيع ان تبني وتستطيع ان تهدم ايضا. وهي مرشحة لذلك عن طريق بعض العاملين فيها سلبا أو إيجابا، كما يوجد في الجسم الإعلامي عالميا من يتسلل او يسلل إليه لخدمة أفكاره او منهجية من أوكل إليه بذلك. ومنهم من يوضح الصورة ويبين خطوطها السليمة حتى يتسنى للقارئ والمطلع والمتتبع للأحداث أن يعين ويتعاون بحل الإشكالات التي تفيد الجانبين الرسمي والشعبي. وهنا أحب أن أنصح وأحذر المسؤولين الشرفاء في هذا المرفأ الإعلامي بأن ينتبهوا الى سلوكية الشطر الأول في قنواتهم الإعلامية إن كان موجودا.


الإعلام يا سادة، على مر الزمان تأثيراته واضحة سلما وحربا في جميع مفاهيم الحياة وتثوير الشعوب، ويساعده على ذلك تعثر وسلوكيات الحاكم والحكومة في أي قطر، وهو كما هو حاصل هذه الأيام في الوطن العربي، حيث ضلل الإعلام قياداته بكيل المديح وكل شيء على ما يرام والبطائن التي لاتزال مستمرة في الضلالة والتضليل، والذين يجدون لهم في بعض الأجسام الإعلامية ضالتهم التي ينشدونها، وهؤلاء ينطبق عليهم القول «أسمع كلامك يعجبني، أشوف أفعالك أتعجب»، والتعرف على هذه وتلك يعتمد على نقاء أفكار المسؤول والقارئ أيضا.


أما فيما يتعلق بإعلامنا الكويتي، فقد أوضح الشرفاء من أصحاب الأقلام الشريفة منذ عقود، مواطن الخلل في جسم مؤسسات الدولة وتأثيراتها على النظام العام والمصلحة العامة، لكي يتعرف عليها من أراد الإصلاح، وحتى يتجنب من يتولى المسؤولية في المواقع المختلفة، وينتبه الى المتنفعين وأصحاب التكسبات الانتخابية الذين دائما يسعون ويطالبون بالمشاريع التبذيرية والواسطة والتوسط، لمخالفة القوانين وميزان العدالة بين المجتمع، منطلقين من مبدأ مفهومية نفسي نفسي ومن بعدي الطوفان، لأن ثقافاتهم محدودة، وقفزوا الى مناصب دون ان يتدرجوا اليها وغير أهل لها.


كبت الأصوات: كان المهربون قديما من الزبير جنوب العراق الى الجزيرة العربية، يستعملون مادة لكبت أصوات الدواب التي يحملون عليها أثقالهم، حتى لا يصدر عنها ما يبين لقوة الحدود الهجانة ومن ثم تستدل عليهم. أما اليوم فقد استعملت مواد أخرى وبطريقة تختلف عن سابقتها لكبت الأصوات حتى تكون ممتنعا مسلوب الرأي اي مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، أو لتسليط البعض على البعض الآخر، او للبهرجة الإعلامية وكيل المديح الزائد. وهذا كما قال الشاعر المرحوم صقر النصافي:


والله إني ما لقيت أخطر من الريبة


تطرح النفس الخبيثة في الردى يا كافي