لماذا أنتم صامتون؟
محمد الرويحل
في بداية الثمانينيات من القرن الماضي كنا طلبة يشدنا الحماس والأمل في بناء بلدنا وكانت التيارات الوطنية بكل فئاتها إسلامية او ليبرالية تسعى لاستقطاب أكبر عدد منا للانضمام لها تحت شعارات وطنية كانت بداخلنا وتحركنا نحوهم فتتلمذ غالبيتنا على ايدي الكبار منهم وتعلمنا المبادئ الحقة التي لا يمكن أن نساوم عليها مهما كان الثمن.
تعلمنا أن الوطن ليس سلعة للساسة ولا بضاعة يمكن المساومة عليها وتعلمنا بان الوطن للجميع وبنائه وازدهاره يكمن بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والولاء لترابه والتضحية من أجله، وتعلمنا بان الوحدة الوطنية هي صمام الأمان التي معها تكون السور الواقي لأي خطر قد يداهمنا.
لم نشعر وقتها أن رموز تلك التيارات كانت تتسلق على أكتافنا من خلال شعاراتها أو أنها صاحبة أجندات خاصة بل كنا نشعر بتضحياتهم من أجل الوطن والمواطن في كل المحافل وتجسد ذلك جليا حين غزانا النظام العراقي عام 1990م.
وحتى لا أطيل عليكم فما أردت قوله أن تلاميذ اولائك الرجال قلبوا المجن وانقلبوا على مبادئ المعلمين وشعاراتهم في وقت صمت فيه من علمونا كيف نحب ونخلص للوطن ونضحي من أجله ولم أعد أفهم سببا واحدا لهذا الصمت وهم يرون عبث ابنائهم وتلاميذهم في ما نحن عليه الآن، فالفساد المنتشر بكل زوايا الدولة لم تكن الحكومة سببا وحيدا به بل بمشاركة تلك التيارات التي انقلبت على مبادئها لتلعب لعبة الكراسي دون ان تكترث لخطورة تلك اللعبة على مستقبل البلد والاجيال القادمة، فلا الوحدة الوطنية كما كانت ولا العطاء والتضحية من أجل الوطن متوفر كما هو مطلوب ..
يعني بالعربي المشرمح صمت الكبار والعقلاء عن عبث أبنائهم وطلبتهم يجعلنا في حيرة من أمرنا ويشجع من في قلبه مرض للمضي قدما بانتشار الفساد وضرب الوحدة الوطنية ونشر ثقافة نفسي ومن خلفي للطوفان وكلها عوامل هدم وانحدار لا تحمد عقباها، وصمتكم حتى هذه اللحظة يفسر ضدكم وضد ما كنتم تنادون به من مبادئ وشعارات فالوطن بحاجة لكم أكثر مما كان في السابق ..فلماذا أنتم صامتون؟
أضف تعليق