أقلامهم

جعفر رحب ساخرا من مسلسل “الحسن والحسين”: إبن سبأ يلبس هارلي ديفدسون!!

إبن سبأ يلبس هارلي ديفدسون


جعفر رجب 
نزولا عند رغبة الجماهير، قررت اخيرا مشاهدة مسلسل «معاوية والحسن والحسين» الذي اثار ضجة، وهو مسلسل عربي مثل اي مسلسل آخر هدفه في النهاية الاستفادة المادية… قررت قبل ان احكم ان اشاهد احدى الحلقات، وبالفعل وفقت لمشاهدة عشر دقائق من المسلسل فقط، ولم اكمله بداعي الملل، ولكني اكتشفت معلومات تاريخية مهمة:
1 – اكتشفت، ان محلات «كاكولي» كانوا موجودين من ألف واربعمئة سنة، في الجزيرة العربية، والدليل كمية «الخامات» التي يلبسها كل ممثل!
2 – اكتشفت، انه في السابق كان الجو باردا، او انهم اخترعوا «السنترال» قبل الاميركان، لان كمية الملابس التي يلبسها كل ممثل، تعادل ما يلبسه مئة بني آدم، حتى تعرفوا ان «القبليين» كانوا يتحملون الشدائد، ويلبسون اربعة اطنان ملابس! ونحن «مكسر وفانيلة» ونموت من الحر!
3 – اكتشفت، ايضا ان «الهنود» هاجروا واستوطنوا الجزيرة قبل سالفة الاقامات، والدليل ان كل الممثلين ملابسهم مكوية، ونظيفة، وبعضهم كان واضحا «ليبل» المصبغة خلف بشته!
4 – اكتشفت، ايضا ان الناس كانوا «يقزون» دون هدف، والدليل انه في اغلب المشاهد لازم الناس الكومبارس تتمشى «رايحة وجاية»، وبعضهم راكبين الخيول ويتمشون في القرية، وكان الاخ «يقز» في شارع الحب!
5 – اكتشفت، انه في السابق الناس تمشي وتجلس وتنام وكل واحد «شايل» سيفه، مع علمي ان السيف يحمله المحارب وقت الحرب وليس دائما، ولكن يبدو ان المخرج والمؤلف أعرف!
6 – اكتشفت، ان العرب سابقا كانوا يلبسون السراويل والبنطلونات، مع اني اعرف ان لبس السروال كان معيبا للعربي على اساس انه لباس الاعاجم، وحتى الان بعض الشعوب العربية لا تلبس السروال تحت ملابسها لانها منقصة للرجولة، كان بامكانهم لبس «الوزار» على الاقل، لاني شاهدت ممثلا لابس «جينز» تحت قفطانه!
7 – اكتشفت، انه في السابق وبعز الحر، كل واحد ينتعل «بوتا» اسودا، اشبه بعمال المجاري، ولا اعرف من اين كانوا يأتون بـ«البوتات»، وقد شاهدت احدهم يلبس بوتا ماركة «أقز» المشهورة، وهذا دليل على اننا سبقنا الغرب في اختراع «البوت»، ونلبسه في عز الحر، واعتقد اني شاهدت احدهم يلبس حذاء اديداس ازرق!
8 – اكتشفت، ان الخامات في السابق كانت ملونة ومطرزة ومزركشة، وبعضها مبتكرة على الطريقة الاسكتلندية، وشاهدت احدهم لابس شماغ المراسيم، او بروجيه، والعتب على النظر!
9 – اكتشفت، ان اللحى في السابق ليست مثل الان، رأيت ممثلا لحيته ذهبية، واخر لحيته خط ابيض وخط اسود مثل رصيف الشارع، مع كثافة كبيرة للحية والشعر وكأنهم باكستانيون، وليسوا من اهل الجزيرة الذين لا يتميزون بهذه الكثافة!
10 – اكتشفت، ان اللبنانيين في السابق، كانت لديهم صالونات حلاقة و«سبا» بالكوفة، والجزيرة، فكل ممثل «كاشخ» بشعره، «الى مسوي كاريه، والي كيرلي، والي محدد اللحية بالخيط»، في السابق كانت الصالونات رخيصة، تحلق بـ«دانق» واحد فقط، وفقا لتسعيرة البلدية!
11 – اكتشفت، انهم لايراعون تعليمات الاطفاء، عادي تشاهدهم في الخيمة والنار حولهم داخل الخيمة، وهذا ما لا يفعله حتى الخبل في خيمته بالبر!
12 – اكتشفت، ان محلات «ايكيا» اول محل لها كان في الكوفة، لاني شاهدت مشهدا لا اعرف من مع من، وكانت على الجدران ارفف خشبية، وعليها الاكسسوارات، وشاهدت ايضا الشموع الحمراء والزرقاء على الطاولة، وقد رأيت مثلها في محل «اي2 زد»!
13 – اكتشفت ان العمائم قديما كان يلبسها الواحد حتى وهو نائم، وكانت تأتي بألوان واشكال عدة، يعني العمامة «بيضة وسودة»، او«سودة وصفرة»، وشاهدت عمامة حمراء وفوقها علم بريطانيا مثل سيارت «الميني كوبر»، والظاهر ان شركة «الميني» سرقت الفكرة من تاريخنا المجيد!
14- اكتشفت، ايضا انه في السابق لم يكونوا يتحدثون مثلنا، حاليا ممكن انادي صديقي واقول له «تعال بوعثمان»، اما في السابق فكان احدهم ينادي صديقه ويقول له «تعال هنا يا اخي في الله اريقط بن سليم بن ابي عكرمة التغلبي»!
15 – اكتشفت، انه في الماضي تستطيع معرفة المجرم بسهولة، عرفت احدهم في المسلسل لانه كان يخز الممثلين، وينظر بعيدا ويفكر، وهو يعبث بلحيته، فقلت اكيد هو المجرم، خاصة وانه كان يلبس جبة سوداء، والى الان لم افهم لماذا الطيب يلبس الابيض، والمجرم الاسود!
16 – اكتشفت، انه في السابق، لانه قديم جدا، فلم يكن هناك اطفال، كلهم كبار، فلم اشاهد طفلا بين الكومبارس حتى، الظاهر كانوا بالمدارس وقت التصوير!
17 – اكتشفت، ان الحجابات الجديدة، ليست جديدة بل قديمة جدا، وانه في العصر الاموي كان موديل حجاب «بوتفخة» منتشر بين النساء في ذلك العصر!
18 – اكتشفت، ان بعض الممثلين والحرس خاصة يلبسون الجلد، ولم افهم سبب لبسهم الجلد، رغم انهم لا«يسوقون سياكل»، ولا اعتقد انه في السابق كان عندهم «هارلي ديفدسون»!
19 – اكتشفت، انه في السابق، كان «دمهم ثقيل»، لا يضحكون ولا«يقطون» نكت، ولا يمارسون «الضغاط»، وماخذين الدنيا جد!
20 – اكتشفت ان هدف المسلسل، انه اي واحد عنده دور بالمسلسل، خوش ولد، «وحبوا بعض عشان كلكم تدخلوا الجنة»!
21- اكتشفت اخيرا انه ضيعت من وقتي عشر دقائق في مشاهدة المسلسل، وضيعت عليكم وقتكم في قراءة المقال… كل هذا في عشر دقائق!