أقلامهم

ذعار الرشيدي يتحدث عن قصة الضب الذي يتحدث 3 لغات

ضب مثقف يتحدث 3 لغات
ذعار الرشيدي
«تكفه الضب لا يطير يا حمود» مثل سمعته من أحد كبار السن، ويقال للشخص كثير الكذب خاصة عندما يستمر في رواية قصص غير معقولة في المجلس فيقال له: «تكفه الضب لا يطير يا حمود»، وعندما سألت «الشايب» عن أصل المثل روى لي حكاية المثل المقتصرة روايته على بعض القبائل وقال بعد أن عصر مخه لمدة 5 دقائق: «كان هناك شيخ قبيلة توفي وأصبح بحكم العرف من يخلفه ابنه الأكبر واسمه حمود، وكان هذا الابن البكر مشهورا بكذبه بين أبناء قبيلته أي أن سمعته ككاذب محدودة بين مضارب القبيلة، ولأنه هو من كان يفترض أن يستقبل المعزين بوالده كونه خليفته وأكبر أشقائه في العزاء الذي سيحضره كبار وجهاء وشيوخ القبائل القريبة، خشي أشقاؤه أن يمارس عادته في الكذب في العزاء وتنتشر سمعته ككاذب ما سيضر بسمعة القبيلة بأكملها خاصة أنه سيصبح شيخ القبيلة، لذا اجتمع أشقاؤه به قبل العزاء وطلبوا منه بل ورجوه ألا يتكلم إلا في أضيق الحدود وأن يقتصر حديثه على رد العزاء بجملة «جزاكم الله خيرا» وألا يتحدث بعدها لا بخير ولا بشر مع أي من المعزين.
ومضى «الشايب» مكملا رواية قصة «ضب حمود» قائلا: في اليوم الأول سار الأمر كما أرادوا وكذلك في اليوم التالي، أما في اليوم الأخير للعزاء والذي كان يجمع أكثر من 10 شيوخ انفكت عقدة لسان حمود وبدأ رواية إحدى رحلاته في القنص وبدأها قائلا: «كنت في رحلة قنص منذ سنوات ويومها أطلقت صقري عندما لمحت طائر حبارى ولكن صقري غالي الثمن والذي دربته على يدي طار ولم يعد فحزنت كثيرا، وعندما هممت بالعودة إلى مضارب قبيلتنا حزينا على فقد الطير رأيت ضبا كبير الحجم فاصطدته بيدي، وطرأت لي فكرة أن أقوم بتحويله إلى ضب صياد كالصقر» ورغم امتعاض أشقاء حمود من بداية كذبته إلا أنهم صمتوا على مضض وأكمل حمود: «قمت بتدريب الضب على الصيد لمدة ساعتين كما لو كنت أدرب صقرا وحشيا، وبعدها شاهدت أرنبا فأطلقت عليه الضب لينطلق إليه ويصيده لي تماما كما يفعل الصقر بعد أن جرى نحوه وقام بشل حركته» هنا صمت الجميع وبلعوا الحكاية خاصة أن الضب يسير على الأرض وكذلك الأرنب، ليكمل حمود: «بعدها رأيت ظبيا صغيرا فأطلقت عليه الضب ليجري نحوه بسرعة فائقة ويطرحه أرضا ولحقته وأمسكت بالظبي وفككته من بين فكي الضب قبل أن يفتك به»، وهنا أيضا سكت أشقاء حمود وتركوه ليكمل عله يسكت فالأمر رغم المبالغة لايزال مبلوعا، ليكمل حمود حكايته قائلا: «وبعد أن اصطاد لي الضب المدرب صيدين ثمينين بدأت أتجول في البراري بكل فخر والضب على كفي كما لو كان صقرا وهنا شاهدت طائر حبارى في الجو..و…»، وقبل أن يكمل حمود صرخ أشقاؤه قائلين بصوت واحد: «تكفه يا حمود الضب لا يطير» فصار مثلا.


وشخصيا لا أجد لحمود صاحب المثل شبيها سوى حكومتنا وتصريحاتها حول خطة التنمية، فكل شهرين يخرج علينا مسؤول ليبلغنا أن نسبة ما تم تنفيذه من هذه الخطة التي نسمع بها ولم نرها 20% وتارة يقولون 24% وفي روايات حكومية أخرى 30%، ورغم هذه التصريحات التي يعلنها مسؤولون لهم ثقلهم إلا أن أحدا لم ير شيئا من هذه الخطة، مضى من عمر الخطة سنتان ولاتزال الحكومة تصر على أنها ستكون عبورنا نحو الألفية الحالية، والله إني الآن لأصدق أن الضب يطير بل إني لأصدق أنه مثقف ويتحدث 3 لغات وله 5 مؤلفات وإني لا أصدق حكومتنا فيما تعد من مشاريع خطة التنمية.


توضيح الواضح: أتحدى أن يخرج علينا مسؤول حكومي واحد ويقول لنا أين صرف مليار واحد من مليارات خطة التنمية؟ لا أريد أن يقول لنا أين ذهبت الـ 37 مليار دينار، لا، فقط فليقولوا لنا مصير مليار واحد، ومن استفاد ومن قبض ومن «شفط» هل تجرؤون؟ لا أعتقد.