أقلامهم

عبداللطيف الدعيج يرى بأن حملة سكاكين اليوم الذين يسعون للمساهمة في تقطيع الجمل السوري هم ممن كانوا يدعمونه ويرعونه




مكره أخاك لا بطل

عبداللطيف الدعيج









«إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه»، والجمل اليوم هو النظام العلوي القمعي في سوريا، وفي الواقع في لبنان ايضا. فعملياً هذا النظام تمكن من تحديد اتجاه السياسة في لبنان، واخضاعه لخدمة أهدافه وأهداف من أوعز له باحتلاله منذ ان اجتاحته جيوشه بحجة حقن دماء اللبنانيين في منتصف السبعينات. وإذا تركت لخيالي العنان خلف سياسة المؤامرة المغرم بها الجميع، فإن بالإمكان التوصل بلا معضلة الى ان «احتلال» لبنان ذي الاتجاه شبه الديموقراطي من قبل النظام القمعي في سوريا، انما جرى بتحريض ودعم من بعض دول المنطقة ومن بعض الدول الكبرى أيضا، وذلك لاحتواء الديموقراطية ولطمس النموذج المدني في انظمة الحكم العربية.
لهذا السبب حرصت انظمة دول المنطقة على تأييد النظام السوري أو غض النظر عن بدايات قمعه وتجبره على المعارضين.
اليوم بعد ان تغلب الشعب السوري على جلاديه وعلى من يدعمهم ايضا، اصبح تأييد النظام او حتى الصمت عن جرائمه مكلفا للجميع. لهذا تتسابق هذه الأيام وبعد انجلاء المعركة دول حتى آسيا وأفريقيا لإدانة العنف الرسمي السوري، هذه الأنظمة في هذه الايام مثل القصابين الموسميين الذين لا يبرزون الا في عيد الاضحى على الدوارات.. كل من عنده سكين اصبح قصابا.. فقد طاح الجمل.
نحن نتفهم قلق الدول المتقدمة او بالاحرى الديموقراطية مما جرى ويجري في سوريا وغيرها ايضا. فهذه قلقة «خلقة» من النظام السوري، وكانت لديها تحفظات عليه وعلى بقية الدول القمعية من انظمة المنطقة منذ زمن. حملة سكاكين اليوم الذين يسعون للمساهمة في تقطيع الجمل السوري هم من كان يدعمه ويرعاه، بل هم من اطلق يده في لبنان وتغاضى عن جرائمه هناك، تماما مثلما غض النظر عن انتهاكاته في سوريا.
ليس هذا دفاعا عن النظام السوري، فأنا مثل ملايين السوريين اتمنى زواله اليوم قبل غد، ولست حتى معنيا بنتائج هذا الزوال، فالشعب السوري له الحق المطلق في اتخاذ خياراته وتحديد مصيره. ولا يحق لمن يدعي التخوف ولا حتى الفزعين الحقيقيين التدخل في هذه الخيارات. لكنها كلمة اعتقد انني محق وملزم، تبعا لهذا، لاعلانها.