مكره أخاك لا بطل |
عبداللطيف الدعيج
لهذا السبب حرصت انظمة دول المنطقة على تأييد النظام السوري أو غض النظر عن بدايات قمعه وتجبره على المعارضين.
اليوم بعد ان تغلب الشعب السوري على جلاديه وعلى من يدعمهم ايضا، اصبح تأييد النظام او حتى الصمت عن جرائمه مكلفا للجميع. لهذا تتسابق هذه الأيام وبعد انجلاء المعركة دول حتى آسيا وأفريقيا لإدانة العنف الرسمي السوري، هذه الأنظمة في هذه الايام مثل القصابين الموسميين الذين لا يبرزون الا في عيد الاضحى على الدوارات.. كل من عنده سكين اصبح قصابا.. فقد طاح الجمل.
نحن نتفهم قلق الدول المتقدمة او بالاحرى الديموقراطية مما جرى ويجري في سوريا وغيرها ايضا. فهذه قلقة «خلقة» من النظام السوري، وكانت لديها تحفظات عليه وعلى بقية الدول القمعية من انظمة المنطقة منذ زمن. حملة سكاكين اليوم الذين يسعون للمساهمة في تقطيع الجمل السوري هم من كان يدعمه ويرعاه، بل هم من اطلق يده في لبنان وتغاضى عن جرائمه هناك، تماما مثلما غض النظر عن انتهاكاته في سوريا.
ليس هذا دفاعا عن النظام السوري، فأنا مثل ملايين السوريين اتمنى زواله اليوم قبل غد، ولست حتى معنيا بنتائج هذا الزوال، فالشعب السوري له الحق المطلق في اتخاذ خياراته وتحديد مصيره. ولا يحق لمن يدعي التخوف ولا حتى الفزعين الحقيقيين التدخل في هذه الخيارات. لكنها كلمة اعتقد انني محق وملزم، تبعا لهذا، لاعلانها.
أضف تعليق