أقلامهم

محمد مساعد الدوسري يكتب عن دعوة هايف وأقزام إيران وصمت أصحاب الهوى الفارسي

هايف وأقزام إيران  
 
محمد مساعد الدوسري
 
بحسب ما تسرب من أخبار، فإن وزارة الداخلية تتجه لرفع دعوى على النائب محمد هايف على خلفية سؤاله ضرورة استفتاء وزارة الأوقاف بإهدار دم سفير البعث في مشرف، وهذا خبر إن صح فهو يعطينا صورة واضحة لمعرفة من يدير الكويت في هذا الوقت الأغبر، ومع اختلافي كليا مع ما طرحه النائب محمد هايف من طلب للاستفتاء في هذا الموضوع، إلا أن كلمة الحق أعلى وأحق أن تتبع من السكوت في هذه الأيام التي تحتاج إلى وضوح في المواقف لا يحتمل الشك، بعد سكوت مدعي الإنسانية والديمقراطية في الكويت عن لعب أي دور إلا التحريض على من يتحرك لنصرة الشعوب المضطهدة.
“الخير ما من خير والشر عجل به”، هذا المثل أولا ينطبق على المحسوبين على التيار اللا وطني، فقد سكت دهاقنة هذا التيار عن نصرة الشعب السوري، بل وتجاهلوا ما يجري من مذابح له، ولم يتحدث نوابهم عما يجري في سوريا وهم من كانوا يصرحون “على الطالعة والنازلة” في فترات ماضية، علما أن أحد نوابهم يمتلك “لحية سلفية”، وبقدرة قادر انتفض كل هؤلاء ليردوا على النائب محمد هايف، الذي سأل عن مدى إمكانية الاستفتاء بهدر دم سفير البعث، وهذا والله يضيف رصيدا للخزي والعار الذي يعيشه هذا التيار الساقط سياسيا وأخلاقيا وشعبيا.
الدعوى المرفوعة على هايف هي ساقطة مسبقا، فهو لم يهدر دم السفير بل سأل عن مدى إمكانية الاستفتاء لمعرفة ذلك، لكن الفائدة التي جنيناها من هذا الموضوع هي معرفة مواقف تيارات وشخصيات كانت ساكته لنفاجأ بها تدافع عن السفاح المأفون رئيس البعث الذي يرتكب المجازر بحق الشعب السوري الأعزل، ليستشيط النائب حسين القلاف غضبا بطريقة مقززة، محذرا وزير الخارجية من الانصياع لمواقف المتطرفين “على حد وصفه” بشأن سوريا طالبا منه عدم التأثر بـ “الهجمات الإعلامية” على سوريا، وكأن القلاف لا يرى ما يجري للشعب السوري أو يشتم الدم الذي يسيل هناك.
الأحداث التي تجري في سوريا كشفت عن كل من بقلبه مرض، وجعلتنا نتعرف على أقزام إيران ومعاونيها في المنطقة، ممن يدركون حتمية سقوط جمهوريتهم متى ما سقط البعث في سوريا، وهؤلاء أشد خطرا على الدولة وكيانها من أي شيء آخر، فالدول تسقط من الداخل قبل الخارج، ومن يدين بالولاء لغير وطنه ويفاخر بكشف هذا الولاء هو من يجب تحجيمه ومحاربته قبل أن ينفث سمومه في عقول الأجيال المقبلة من الكويتيين، ومن يؤلب الخارج على دولنا الخليجية كما جرى خلال أحداث البحرين هو الخارج عن الإجماع الخليجي والكويتي والعروبي، فهل تحتاج وزارة الداخلية إلى تفريغ شريط المؤتمر العراقي لنصرة إنقلابيي البحرين لتعرف من هم المشاركين من الكويت وماذا قالوا من بذاءات وخيانات؟، أم تحتاج الوزارة إلى عقول وقلوب مخلصة للوطن لمعرفة من هم أعداء البلاد الحقيقيين؟.
اسطوانة الطائفية التي تتكرر ويتم وصم الآخر بها كلما تحدث أحد عن خبال واستهتار وخيانة أقزام إيران لم تعد تحتمل، ومن يصف الناس بالطائفية في كل شاردة وواردة هو من أصَلها ونشرها في المجتمع، وكل من يسكت بعد الآن عن هؤلاء الخونه هو شيطان أخرس، فما يقوم به أقزام إيران لم يعد بالإمكان التغاضي عنه، لا سيما ونحن على أعتاب معركة مصيرية في المنطقة، بين جمهورية الجماجم الإيرانية ودول الخليج، فهل هذا وقت الصمت والخنوع لأصحاب الأهواء الفارسية؟.