النائب هايف.. الدستور كلمة فارسية الأصل
بدر الخضري
بادر النائب محمد هايف المطيري عضو مجلس الامة بمبادرة متكررة سبقه اليها بعض النواب في مجالس الامة السابقة، حيث دعا الى البدء بتعديل المادة الثانية من الدستور الذي اتفق عليه الحاكم والمحكوم منذ 50 سنة مضت.
الا يعلم النائب هايف أن التوجه لهذا المطلب سيفتح ابوابا وتتبعه تبعات خطيرة على التعديل المقترح، حيث سيؤدي ذلك بالضرورة الى تعديل المادتين الرابعة والسادسة، وهو يعلم ما مدى الضرر الذي سيحدث اذ تتصل هاتان المادتان او هما بذلك تتعارضان مع المادة الثانية في حالة تعديلها، ثم في حالة تعديل المادة الثانية هل سيتم احترام الاديان والمذاهب الاخرى، فكيف سيتعامل مع الكويتيين من اصحاب الديانة المسيحية، في الوقت الذي اعتمدت منظمة المؤتمر الاسلامي تسعة مذاهب اسلامية، فالتعديل سيكون على اي مذهب، ولدينا في الكويت 5 مذاهب، فأي مذهب سيوافق عليه ويأخذ به!
الجميع يؤمن ان الاسلام يجمع جميع المذاهب في ظل وجود بعض الاختلافات غير الجوهرية التي يمكن معالجتها وتقريبها بالاسلوب والمنهج الذي ينطلق بالحوار الصادق، لتحقيق وتعزيز الوحدة الوطنية بين اطياف المجتمع!
وهنا اريد ان اطرح سؤالا على النائب ومن يسير في خطه.. قبل فترة وجدنا التيار الاسلامي يتهم التيار الليبرالي بانه مسير من قبل الحكومة، وبأنه من أثار ازمة ومشكلة قانون منع الاختلاط، فهل نستطيع اليوم ان نتهم الحكومة بانها هي من دفعت التيار الاسلامي لطرح ازمة تعديل المادة الثانية من الدستور؟!
ونحن هنا نتساءل بشفافية.. من هم الاسلاميون وعلى من نطلق هذا المسمى!
هل الاسلاميون هم الليبراليون الاسلاميون ام الشيعة الاسلاميون، ام السنة الاسلاميون ام التنمية والاصلاح ام الحركة الدستورية ام السلفيون الجدد في مبادئهم المبتدعة!
لذا.. ندعو النائب للكف عن هذا التوجه، والبحث عن ازمة جديدة تشغل الشارع أن كان هذا المطلوب!
فاكهة الكلام: الدستور.. كلمة دستور فارسية الاصل، دخلت اللغة التركية ثم شاعت في اللغة العربية، ويقصد بها ان هناك مجموعة من القوانين والقواعد والمبادئ الاساسية التي تقدر نظام الحكم في دولة ما.. والدستور عادة هو المرجع الاعلى لجميع المشاكل والقضايا والازمات التي يمكن ان تثار اثناء قيام جهاز الحكم بواجبه، وعلى الدستور ان يجيب عن جميع الاسئلة المثارة، والدستور اما ان يكون مكتوبا مثل دستور «غوار الطوشة».. خلال مسرحية «غربة» حينما أكله الحمار، او غير مكتوب مثل الدستور البريطاني الذي تكون مع مرور الزمن.. وهكذا لا يستطيع الحمار ان يأكله!
أضف تعليق