أقلامهم

صلاح الساير يقارن بين ما حدث في كوسوفو وما يحدث حاليا في ليبيا

ممكن
صلاح الساير



تحت شعارات «القومية» و«الممانعة» بوجه الإسلام زج القائد الصربي المتطرف «رئيس الحزب الاشتراكي» سلوبودان ميلوسيفيتش بلاده في أتون الخراب والدمار، فبعد أن توالت لسنوات طويلة دعوات المجتمع الدولي له لوقف العنف والكف عن التطهير العرقي ضد المواطنين العزل في كوسوفو انتفض الغرب ضد صربيا وشن عليها حربا موجعة أفضت إلى تحرير الإقليم الجريح.
لم تفلح محاولات روسيا لوقف هذه الحرب في أوروبا والتي قامت على مبدأ «محدودية السيادة» حيث لا سيادة لبلد يقوم رجال الأمن فيه بقتل المواطنين أو اعتقالهم بالآلاف أو مطاردتهم والتنكيل بهم. وقد استطاع حلف الناتو إتمام العملية الجراحية القتالية عبر الاشتباك الآمن وتصاعد تكثيف الضربات الجوية التي أدت الى رضوخ الطاغية الصربي الذي مات بعد ذلك في سجن العدالة الدولية في لاهاي.


أذكّر بسيناريو كوسوفو جميع من يتحدثون اليوم عن السيناريو الليبي، ذلك أن ما يجري في ليبيا أمر قد لا يتكرر في دول أخرى ربما تشهد عمليات جراحية نوعية وقاسية على غرار ما حدث في كوسوفو خاصة بعد تزايد عدد الضحايا وظهور المشهد الدموي على نحو يذكّر العالم بالمذابح التي جرت في كوسوفو.