أقلامهم

عبدالله العويصي ينتقد دعوة النائب هايف، لكنها كشفت أذناب إيران بعد تصريحاتهم

كلمة هايف أخرجت أذناب إيران من جحورها  
 
د. عبدالله العويصي
منذ منتصف مارس الماضي تشهد الجمهورية السورية احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد أسفرت عن سقوط آلاف القتلى وآلاف الجرحى من المدنيين.
وفي الجمعة الماضية التي حملت اسم “لن نركع إلا الله” قام نظام بشار الأسد باستخدام أسلحة محرمة دوليا ضد المتظاهرين، وعاشت سوريا جمعة دامية وارتفعت إعداد القتلى.
وفي خطبة خاصة رفض ملك المملكة العربية السعودية هذا العنف الدموي والعدوان الوحشي والافتراس اللآدمي، الذي يرتكبه بشار الأسد ضد شعبه، فكان خطابه حادا وجادا وحاسما.
وهذه بادرة أمل أن الحكام ملوكا ورؤساء لن يستمروا في حالة السكوت على ما يرتكبه على جرائم الآخرين وذلك في مؤتمرات القمة، فلن يكون طبيعيا ًأن يتغافلوا عن الديكتاتورية التي يقع ضحيتها الآلاف من الأبرياء.
“كلمة هايف أخرجت أذناب إيران من جحورها” هذا ما قاله النائب محمد هايف على من انتقده بطلب الفتوى من العلماء لإهدار دم السفير السوري بالكويت.
بداية شخصيا لست مع النائب هايف في هذا الأمر لسببين رئيسيين الأول أن القانون الدولي واتفاقية جنيف تمنع هذا الأمر والثاني أنه ليس من العادات والعرف أن يتم إهدار دم السفراء إضافة إلى أن وزارة الخارجية هي المناط بها هذا الأمر وفق السياسة العليا للدولة، وإن كان هذا لا يمنع الاعتراض والاحتجاج على النظام الدموي في سوريا والمطالبة بسحب سفيرنا، وبالتالي النظام السوري يسحب سفيره بمبدأ المعاملة بالمثل.
الأمر الآخر والأهم هو مطالبة بعض النواب المستميتين على الدفاع عن النظام السوري بمعاقبة النائب هايف لاستفساره عن طلب فتوى ولم ينطقوا بكلمة على ما يفعله هذا النظام الإجرامي بشعبه في هذا الشهر الفضيل وقتل المئات بل الألوف من أشقائنا السوريين، إن هدم بيوت الله حتى إسرائيل لم تجرؤ على مثل هذا الفعل بينما نجد حزب البعث يقصف المساجد والمآذن ويهدم المساجد على المصلين ولم يحرك ذلك منهم ساكنا، حتى الأطفال لم يسلموا من هذا النظام الجائر فنجدهم موتى بالعشرات ولم نسمع لهم تصريحا يدين ذلك.
وجاء في البلاغ المقدم من وزارة الداخلية أن النائب هايف تجاوز حدود التعبير في الرأي عندما تحدث في ندوة مناصرة الشعب السوري التي أقيمت في ساحة الإرادة وأسندت الداخلية إليه عددا من المخالفات القانونية التي ارتكبها، والقضية تعد كيدية لأن النائب هايف طلب فتوى ولم يصدر حكما بإهدار دم السفير، فالأمر لا يستحق كل هذا التصعيد، ولا شك أن هناك أطرافا تسعى لنقل الحدث إلى مكان آخر ولا تريد نقد النظام البعثي الذي يسفك دماء شعبه.
نحن نختلف مع النائب هايف بدعوته للاستفتاء واجتهاده في ذلك ولكن نرفض حملة التضخيم المنظمة بقصد الإضرار به.
لقد انتقدت جميع دول العالم هذا النظام القمعي ومجازره باستثناء إيران ونجد هؤلاء النواب يتبعون النظام وإيران ولا يعيرون دول العالم ومنها الكويت أي اهتمام.
صحيح أن لم تستح فافعل ما شئت إذا كل هذه الدماء التي أريقت في هذا الشهر الفضيل ولم تحرك فيك ساكنا فأنت عديم الإحساس وتفتقد الإنسانية.
وأخيرا ودائما نقول الكويت للجميع وبالجميع …
والكويت تستحق الأفضل.