أقلامهم

صلاح الساير يستذكر شغف قائد عماني بالعلم والثقافة والمعرفة

الحصون


صلاح الساير


عُرِفَ القائد العماني بلعرب بن سلطان اليعربي بالسخاء وشغفه بالمعرفة، فبعد ان بنى حصن جبرين عام 1680 ونقل إليه مقر الحكم بدلا من حصن نزوى أقام فيه مدرسة لتعليم الآداب والفقه والتاريخ والفلك والتنجيم والطب والكيمياء ومنح المعلمين وطلاب العلم رواتب وخصص مكافآت للفائقين منهم، وقيل إنه كان يبخر الطلاب والعلماء بنفسه تكريما للعلم والمتعلمين.
يقع حصن جبرين أو «يبرين» في واحة نخيل صغيرة قرب بهلا، ويمثل مرحلة من مراحل تطور المعمار العماني الجميل، ويصفه يوغينيو غالديري أحد خبراء الآثار المعماريين بأنه أقرب للقصر منه للحصن العسكري نظرا لعمارته المدنية وكثرة الزخارف والنقوش فيه والتي تشير إلى حسن ذائقة صاحب هذا الحصن المهيب.


قُبيل الغروب حملت دلة القهوة وبعض رطيبات من نخلة عمانية وافترشت أرضا ليست بعيدة عن الحصن ورحت أفكر في سيرة الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي الحاكم المثقف الذي شغف بالعلم والفن، وقيل انه كان يقرض الشعر وقد قال ذات يوم يصف نفسه:


أتعبتُ نفسي في عمارة منزلي


زخرفته وجعلته لي مسكنا


حتى وقفت على القبور فقال لي


عقلي ستُنقل من هناك إلى هنا

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.