أقلامهم

هيا الفهد تتحدث عن معاناتها مع من يعبثون بحياتها وتقول لهم: تمهلوا

معاناة
هيا الفهد


تنغلق الأبواب ويتسرب الأمل كانكسار شعاع الشمس بعد المغيب، كعبث السحاب به ولعب المطر، يصبح كالظلال، موجود أو غير موجود.. والرحم الطارد، الشعور ببرد فريد، برد غريب، ترتعش الأعضاء منه وبه.. كالموت، إحساس مختلف، دنيا تلف دون حدود..لا زوايا ولا أرقام.. النظرة التائهة في الوجوه، البحث عن مرسى أو ميناء، عن لوح الحياة، هل ننجو؟ لن ننجو.. غضب البحار يشد للأسفل لقاع وظلام.
حل العبوس مكان الابتسام، زوايا الشفاه العابسة كوجه امرأة في الثمانين، اخدود.. وحفر.. والشفاة ترفض الانفراج.


أيها العابثون بحياتي تمهلوا، القلب ما عاد قادرا على الاستمرار، ما عاد يقدر على التحاور من أجل الانتصار، هناك خلل، المرض أو السن، وكلاهما نار وعائق، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، من أعطى بالأمس هو بحاجة اليوم لأن يأخذ، مل العطاء، ورغب في السكينة.


النظرة لمن حولنا يتغيرون، لا في ملامح الوجوه، ولا في طول أو امتلاء، هناك تغيرات في النفوس، في النوايا، في المعاملة والتواصل، أين يكمن الخلل؟ بنا؟ بهم؟ الحسرة تظل في القلب، يمتلئ بها، يفيض بها، تزيد عن الحد المعقول، تتضخم، تعوق مجرى التنفس وتقف عائقا أمام مسار الدم، كل شيء فينا يموت، ينتهي قبل الأوان، يفنى وهو مازال على قيد الحياة.


أيها الناكرون للجميل، أيها الحاقدون، تمهلوا فهناك حساب وعقاب وهناك مساءلة دنيا وآخرة، التبسم في وجه أخيك صدقة فلم النكران والعبوس؟


تحت جنح الليل، نمرح نحن المجروحين، بعيدا عن أبصار الغير، نسأل الهدوء، نرغب في سلام يجرنا لعالم السلام، مللنا الحروب، مللنا تلك النظرة الحادة كحدة السيف، تنطلق من نظرات نعشق أصحابها، نموت بالأسماء الحاملة لها، قرباء، أقرب من الوريد، يغوصون داخلنا دما ـ ماء، صور وأسماء، نحبهم لدرجة الجنون والفناء، لكنهم يبتعدون، تسحبهم حياة أخرى وأسماء أخرى ووجوه أخرى وينسون، نحن وحدنا الباقون على انتظار، في محطة الحياة، قطار يسير وقطار يتوقف ونحن ننتظر على أمل اللقاء، ننتظر على استحياء، ونظرات الشامتين تمزق فينا جسدا وروحا وفكرا.. اختفاء العقل قد يكون نعمة عندما تنهكنا ذاكرة متعبة منا ومن أجلنا، كل الذكريات تقوى وتظل تكافح وتنتصر وتطل علينا من نافذة التاريخ كل تفاصيل ما فات في لحظة نتمنى لو خانتنا الذاكرة لو ضعفت عودة الماضي لتغتال معها الحاضر.


ونبكي نبحث عن زوايا مخفية، مظلمة كي لا يرانا من جرح أو نظر تلك النظرة التي تعطي دلالات غائمة، كره، حقد، شك، لوم، دلالات مختلفة سوداوية تصل للداخل تسيل الدم، لا.. إنها تنهي الحياة، بقسوة ودون رحمة.. وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه.


 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.