رداً على مبارك الدويلة
علي حسين محمد
قرأنا بأسف المقالة التي كتبها الأستاذ مبارك الدويله في صحيفة القبس في عددها الصادر يوم الأربعاء الموافق 2011/8/24، وهي بعنوان «سماحته والإسلام السياسي»، وإذا كان القسم الأول من المقالة يخص شخصاً بعينه، وهو المعني بالرد على ما جاء في هذا القسم، فإن القسم الثاني من المقالة قد حوى مع الأسف الشديد الكثير من الهمز واللمز، بل وصار إلى حد الاستهزاء بمعتقدات طائفة كاملة، بل تعداه إلى حد اتهامها بأنها تعادي العمل الخيري، وأنها تنقل أموال الخمس إلى دولة مجاورة، ولم يكتف صاحب المقالة بذلك، بل تخطاه إلى التحريض المبطن ضد المراكز الدينية من مساجد وحسينيات. لقد كان بوسع الأستاذ مبارك الدويله أن يدافع عن العمل الخيري، الذي يتبناه من دون المساس بمعتقدات الآخرين أو التشكيك بولائهم ووطنيتهم، وإذا كان للكاتب عداء أو خلاف مع شخص بذاته، فلم يكن من حقه أن يقحم طائفة كاملة في هذا الخلاف. إذا كان هذا هو الخطاب الذي يتبناه من يفترض به تغليب الحكمة تجاه شريحة من شرائح المجتمع، فكيف لنا بعد ذلك أن نلوم السفهاء والمتهورين على ما يقومون به من أفعال؟ لقد كان حرياً بالكاتب، ونحن لا زلنا نعيش أجواء شهر رمضان المبارك، أن يتحلى بالأخلاق الإسلامية، ويبتعد عن النفس الطائفي البغيض، خصوصاً ونحن نعيش في أجواء محتقنة طائفياً، تكاد تعصف بتعايش أبناء المجتمع وتهدد استقراره.
لا نريد أن ندخل في سجال مع الأستاذ مبارك الدويله في الاتهامات التي ساقها، والاستهزاء الذي مارسه، والتحريض الذي انطوى عليه مقاله، لأنها لا تستحق الرد من الأساس، ولا نريد أن نقول له «رمتني بدائها وانسلت»، لكننا نربأ به وبالجميع الانحدار إلى مستنقع الطائفية الآسن، وهو المستنقع الذي يهدد أمن المجتمع ووحدة أبنائه. حفظ الله الكويت وشعبها ممن يريد أن يفرق شملهم، ويشيع الفتنة بينهم.
أضف تعليق