أقلامهم

حسن عباس يرى أن فضيحة النواب المرتشين ستنتهي كأن شيئا لم يكن بعد الزوبعة الحالية

«ملايينا… زغنبوط»
د. حسن عبدالله عباس
 
فضيحة الملايين في حسابات النائبين التي كشفتها «القبس» فضيحة مجلجلة ومخيفة بلا شك. لكن بذمتكم ألا يتراود على قلب كل واحد فينا السؤال: ثم ماذا؟ ماذا بعد ان نعرف القصة؟ هل سيحصل شيء بعد كشف الاسماء؟
بالضبط هذا هو ما سيحدث، لا شيء. مجرد هبة وفزعة اعلامية ونيابية ثم نعود جميعا ادراجنا ولبيوتنا ونتابع مسلسل الجليب او النهائي بين مدريد وبرشلونة! أليس هذا ما حصل في السابق وهذا ما سيحصل؟ ارجوكم ما الذي فعلناه في مصيبة محطة مشرف؟ هل جرجرنا الوزير المسؤول باستثناء الاستجواب الدايخ من مبارك الوعلان للوزير صفر، ألم يكن من الانسب بدلا من ذلك لو توجهنا لمحاسبة المسؤولين الحقيقيين الذين يتمتعون اليوم بملايين تلك الصفقة وتركوا وراءهم اهالي مشرف يشمشمون خياس المجاري لأشهر طويلة؟ ما الذي استطعنا تحقيقه من خسائر سوق المناخ التي كبدت ميزانية الدولة العامة مليارات الدولارات؟ ألم يتمتعوا بامتيازات صفقات الديون الصعبة؟ يا جماعة هل سمعتم شيئا عن معاقبة المسؤولين عن ملايين طوارئ كهرباء 2007؟ تعلمون ان استاد جابر الاحمد منته منذ فترة، فهل حركنا ساكناً وتساءلنا لماذا لا احد من المسؤولين يتحمل مسؤولية افتتاحه؟ ماذا حصل لظاهرة شراء الاصوات ومن هم المرتشون والراشين؟ وغيرها الكثير الكثير.
نعم بالضبط، لا شيء. بل لو توقف الامر عند لا شيء لكان خيراً، مشكلتنا ان لنا يداً في الموضوع. فنحن من ندفع بأولئك السرّاق ليتسلطوا على اموالنا وحقوقنا ونسلمهم رقابنا في كل دورة ناسين ومتناسين سرقات وفساد، مدتها سنوات من اعمارنا وتكلفتها ملايين الدينارات من مداخيلنا ومدخراتنا عند لحظات رمي الورقة في صندوق الاقتراع!
اظن ان اهل الفساد لن يجدوا افضل من الكويت ليمارسوا نشاطهم لانهم دائما سيجدون المفر من بوابة ما! فاما من بوابة ضعف التشريعات، وان لم يجدوا المنفذ من التشريعات، سيجدونه من نافذة ضعف التنفيذ، وان لم يفروا من خلال ضعف التنفيذ، سيجدونه حتماً من دائرة الواسطة والقبيلة والعشيرة والمذهبية والاسرة! زغنبوط.