أقلامهم

محمد الخالدي يحسم: الصواريخ التي ضربت على ميناء مبارك هي صواريخ إيرانية

صواريخ إيرانية بأيادٍ عراقية
محمد الحالدي


لا ذنب للشعب العراقي الشقيق فيما يحدث من حكومة العراق أو بعض النواب أو زعماء العصابات المحسوبين على إيران ضد الكويت هذه الأيام بحجة دفع الضرر الذي سيلحقه بهم ميناء مبارك، فالذنب ذنبنا نحن العرب الذين قصرنا في حق أنفسنا حين تخلينا عن مسؤوليتنا وتركنا العراق لإيران ساحة «تسرح وتمرح فيها» وتخطط وتهجم وتفعل ما تشاء من خلالها. اننا نجني اليوم ثمار سياستنا الخارجية وتخاذلنا عن أداء واجباتنا. ولأننا شعوب لا تتعلم من أخطائها ولا نقرأ التاريخ ولا نفهم الواقع، يتكرر السيناريو ذاته مع اليمن وسورية، وإذا لم تتغير سياسات دول الخليج العربي فسنجد أنفسنا بعد فترة قصيرة عرضة لأحداث أشد شراسة وخطورة مما تشهده ساحتنا المحلية من تحركات إيران التي تزعزع فيها أمننا. البعض يتعاطى مع التهديدات العراقية سواء من جانب بعض النواب أو السياسيين أو الإعلاميين أو الزعماء الدينيين المحسوبين على إيران بشيء من التسرع والسطحية على كل حال، الشعب العراقي حاله لا يختلف عن حالنا، فهل حكومتنا تمثل وجهة نظر الشعب اليوم أو تمثله، خاصة في ظل هذه الأوضاع السياسية المتقلبة؟ ليس من صالحنا أن نعادي الشعب العراقي، فالحكومات تتغير والسياسيون يغيرون مواقفهم دائما، وما يردده البعض من «طنازة» واستهزاء وسب ضد الشعب العراقي الشقيق يدل على عدم وعي، وما نشهده اليوم من هجوم وعدوان عراقي علينا ليس «جفاء» أو مقابلة الإحسان بإساءة كما يردد البعض، وإنما هو موقف مقصود من قبل إيران لاختلاق المشاكل وزعزعة الأمن، فإيران تستخدم العراق اليوم «كمخلب» لزعزعة أمن الخليج العربي لا أكثر.
ينبغي على الحكومة ألا تكذب على الشعب بأي حال من الأحوال، وبشكل أكبر عندما يتعلق الأمر بأمن البلد، وعلى الحكومة ألا «تستعبط» وتحاول الاستهانة بعقول الناس بتصريحات غبية على شاكلة أن الصواريخ التي سقطت في حدودنا مصدرها الكتل العراقية المتصارعة فيما بينها، فهذه الكتل تتصارع في العراق منذ عقود ولم يسقط علينا شيء، لماذا الآن؟!