أقلامهم

أسامة الطاحوس يكشف عن نائب حاول قبل سنوات إيداع مبلغ ضخم جاء به الى البنك بشنطة

ماما.. فلوسنا وينها؟
أسامة الطاحوس


قبل أكثر من 16 سنة، كانت الوالدة عندما أخلد في سبات عميق، تتفقد محفظتي لترى هل عندي فلوس أم لا، وما ان ترى أن الجيب خال تضع لي المال دون علمي، لأنها كلما سألتني «يا وليدي عندك فلوس؟» أجبت كحال أهل الكويت دائما «خير من الله» والحقيقة هي «أن الجيوب فاضية».


فالوالدة دائما نسميها بالحكومة، ونحن أمامها بمنزلة الشعب، فالثروة هي ملك للحكومة، توزعها بالتساوي على الشعب حسب العمر والاختصاصات، ولم نظن يوما أن الوالدة ستأتي بأبناء لها بالتبني لتغرقهم بالأموال، حتى يقولوا لها حاضر «يا ماما»، فهم ليسوا بأحسن منا ولا بأفضل إلا بلكنتهم الغريبة والخبيثة فتحن عليهم وتعجب لقولهم، ونحن بالأصل لا نعرف تلوين الكلام فصرنا أمامها بقدرة قادر «لكخة».


فبمجرد ما أسمع من هؤلاء كلمة «ماما تقلب جبدي» ويأتي الصداع القهري، لأنها في الحقيقة ليست بأمهم ولا أم لأمهم، بل هي أمي أنا وأم لأخواني الذين خرجوا من رحمها فقط، فلما رأينا هذه الحركات والتقلبات وضياع الحسابات، قلنا بالصوت العالي المحترم «يما فلوسنا وينها يا يما؟».


وللأسف فالماما لن تقوى على الإجابة، لأنها إن أجابت فسيتبين أنها بعثرتها على البخور والطيب، والاستقبالات والرحلات، فانحرجت وتلعثمت وصدت وتبسمت، فأتت لنا بواحد من أبناء التبني ليرد علينا وحين رفضنا وجوده أتت بأكسل الاخوان، الراسب في الرياضيات ليجمع لنا العشرة مع الواحد فيقول سالب واحد.


صحونا من هذا العمل فعيرتنا أنها صرفت علينا وأجبناها باحترام «هذا ورث أبينا ورثناه، وأنت الوصية»، ولكن أبناء الماما الآخرين، أكثر منا، فواحد من الشرق واثنين من الشمال و3 من الجنوب و4 من المريخ ونحن أبناء رحمها 6 وسقط واحد، ففشل سؤالنا.


إن المشكلة الحقيقية ان إدارة الماما للبيت ولثروتنا فاشلة، فأمام الناس نحن أحسن وأسعد بيت وأمام الواقع نحن في طريق الظلمات. فيا «ماما» ردي كما كنت ولا تكوني أما إلا لمن هم من رحمك، «فرحمك رحمك لو ما حبك رحمك» فنحن رحمك وليسوا من بالمال ظهرك. عرفت يا ماما؟


نص سالفة: حدثني صديق وهو مدير في أحد البنوك ـ والذمة عليه ـ أنه وفي أيام الـ 25 دائرة، دخل عليه نائب بشنطة يريد إيداع مبلغ يتراوح بين 200 و250 ألف دينار، فضحك الموظف وقال «ممنوع عمي أدخل بحسابك هالمبلغ»، فاستغرب وقال «هذي فلوس ماما»؟ فقاله «لازم في شيء عندك عمارة أو بيت بيعه أكثر من سعره عالورق وهني بنشوفلك دبره» هنا يقول مشى ومادري بعدها شصار بس فضح نفسه.


بالمختصر طلعت هالسوالف عادة وأمر ما هو بغريب بس الـ 25 مليونا تتصورون خطأ موظف زاد 4 أصفار؟ ولا تبين الحكومة وبعض النواب عصوا الخطاب الأميري السامي الذي لم يمض عليه أيام؟ الجواب للي عنده جواب، وعيدكم مبارك مقدما.