سورية بعد ليبيا سقوط وشيك
عبدالله الهدلق
بعدما أطاح «تسونامي» الشعوب التواقة إلى الديموقراطية والحريات والحقوق السياسية والمدني بعددٍ من الانظمة العربية بطريقة اشبه بما فرضه العالم الغربية من تغيير ديموقراطي على دول اوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وسقوط جدار برلين، وتم اعادة تأهيل تلك الدول وتأهيلها وادماجها أوروبيا وغربياً ضمن حلف شمال الاطلسي، بدأت الانظمة الشمولية الديكتاتورية تتساقط واحداً تلو الاخر كأحجار الدومينو الامر الذي يؤكد ان نظام بـشار الاسد الوحشي المجرم على وشك السقوط بعدما سقط نظام طاغية ليبيا، ولعل حرب تحرير العراق عام «2003» كانت اللحظة التاريخية لتطبيق تلك المتغيرات العالمية بعد اضمحلال وعجز ما كان يسمى «جبهة الصمود والتصدي» التي تأسست عام «1977» لتقوم بثلاث مهمات هي:-
< رفض اتفاقية كامب ديفيد.
< خلق اطار قومي ثوري لدعم تحرير «فلسطين!».
< التقدم على طريق الوحدة العربية.
وهكذا تغلبت الشعوب العربية الباحثة عن الديموقراطية وحقوق الانسان، والتواقة لرؤية مؤسسات المجتمع المدني بديلاً عن انظمة القمع الديكتاتورية المستبدة، تغلبت على شعارات عفا عليها الزمن مثل القومية العربية، النضال، الممانعة والكفاح، محاربة العدوان الاستعماري الصليبي، خطط التآمر، وغيرها، وهبت تلك الشعوب الثائرة على انظمة حكمها الديكتاتورية المستبدة واطاحت بتلك الانظمة سعياً الى الديموقراطية والحريات ومزيدٍ من الحقوق التي سلبت منها لعقود طويلة.
وامام زلزال الحراك الشعبي «تسونامي» الحريات والحقوق فان نظام بشار الاسد الوحشي المجرم سيكون التالي بعد سقوط نظام القذافي لان نظام سورية البعثي النصيري هو النظام الحليف الاستراتيجي لبلاد فارس «إيران»، والداعم للتنظيمات الارهابية مثل «حزب الله!» و «حركة حماس!»، والمعارض لمسيرة السلام في الشرق الاوسط، وكل تلك الصفات كفيلة بدفع المجتمع الدولي وحلف شمال الاطلسي الى مساعدة الشعب الشوري الثائر ومساندته ودعمه عسكرياً ولوجستياً واعلامياً للاطاحة بنظامه البعثي المستبد الديكتاتوري الجاثم على صدره منذ ما يقارب خمسة عقود، وربما يعمد المجتمع الدولي الى الاتكاء على الوسادة التركية واستخدام المظلة التركية لاعادة تكييف مواقفه وصولاً الى الاطاحة بنظام بشار الاسد او اجباره على التنحي والتنازل عن السلطة.
النظام الفارسي يمارس سياسة التطهير العرقي
منذ عشرينيات القرن الماضي والسلطات الفارسية العنصرية تمارس سياسة التطهير العرقي ضد الشعب العربي في الاحواز الذي احتلت ارضه، وانتهكت حقوقه ومورست ضده كافة اشكال الجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية وسط تعتيم اعلامي قل نظيره، وصادرت السلطات الفارسية كل الحريات السياسية والمدنية وحقوق الانسان الاحوازي ولم تبق وسيلة الا وجربتها تلك السلطات للتخلص من وجود الشعب العربي الاحوازي وسلخه من هويته العربية وتجريده من تاريخه العربي وامتداده الطبيعي مع امته العربية الا ان السلطات الفارسية لم تنجح بسبب شراسة المقاومة الاحوازية ، والتضحيات الجسيمة التي يقدمها الشعب الاحوازي يوميا في سبيل قضيته وحقوقه العادلة دون ان يتراجع او يخضع لسياسة الامر الواقع التي ارادها المحتل الفارسي ان تكون مقبولة ضد الشعب الاحوازي.
ونظراً لما تقوم به السلطات الفارسية من منع الاحتفال بالمناسبات العربية والاسلامية في الاحواز، فقد اصر الشعب الاحوازي على تحدي سلطات الاحتلال الفارسي، وممارسة واجباته الوطنية ومناسكه الدينية كحقوقٍ معترف بها في القوانين السماوية والوضعية لكل انسان، وتقوم سلطات الاحتلال الفارسية في مثل تلك المناسبات بحملة اعتقالات عشوائية تشمل عدداً كبيراً من المواطنين الاحوازيين لزرع الخوف وارهاب المواطنين العرب، كما انها تعلن حالة استنفار بين جميع صفوف قواتها الامنية والعسكرية المتواجدة في الاحواز لمنع اي تجمع او تظاهر وحتى صلاة عيد الفطر المبارك لا يسمح بها، وتحكم سلطات الاحتلال الفارسية قبضتها الحديدية، وتقترف جرائمها بحق المواطنين الاحواز العرب وسط تعتيم اعلامي شديد كما حدث في الاعوام السابقة.
ونقلت مصادر اعلامية موثوقة من الاحواز المحتلة منع سلطات الاحتلال الفارسية محلات بيع الاقمشة وخياطي الملابس العربية من بيع او خياطة «الدشداشة» في الاحياء الاحوازية المعروفة ومنها «حي الثورة، وحي الملاشية، وكوت عبدالله، وعين دو» وان عناصر تابعة للمخابرات الفارسية تحذر تلك المحلات من مخالفة قرار المخابرات وبيع الاقمشة او خياطة الملابس العربية، وتسعى سلطات الاحتلال الفارسية من وراء اجراءاتها التعسفية الى طمس معالم الاحتفال بعيد الفطر المبارك، ومنع الاحوازيين العرب من فرحتهم الاسلامية والعربية كما تحرص سلطات الاحتلال الفارسي ان يكون العيد في ايران يوماً يختلف عن بلاد المسلمين والعرب وتعلنه يوما لا يتوافق مع عيد الفطر في الدول العربية والاسلامية.
الوقاحة الفارسية
ذكرت مصادر مطلعة ان وزارة الخارجية الكويتية استلمت يوم الثلاثاء 2011/8/23 مذكرة احتجاج من السفارة الفارسية في دولة الكويت تستنكر مشاركة النائب وليد الطبطبائي في مؤتمر عقد في باريس استعرضت فيه المعارضة الايرانية في الخارج المجازر التي ارتكبها النظام الفارسي الزرادشتي ضد شعبه، وتطاولت السفارة الفارسية في مذكرتها بكل صلفٍ محملة دولة الكويت التبعات الناتجة عن مشاركة النائب الكويتي في اجتماع المعارضة.
ويذكر ان النائب وليد الطبطبائي رد على ما اعتبرها أكاذيب نشرتها احدى الصحف التي حرضت على الانقلاب على الشرعية في البحرين، كما اطلقت لقب «كوهين الخليج» على خادم الحرمين الشريفين، وكانت الجريدة قد نشرت مقالاً زعمت فيه ان النائب وليد الطبطبائي اجتمع مع مجاهدي خلق في باريس تحت مسمى المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وان النائب وليد الطبطبائي يريد الاستفادة من تجربة منظمة مجاهدي خلق للتحضير لربيع ما في الكويت، ولكن النائب رد على ذلك بقوله ان ربيع الكويت لن يكتمل الا باقتلاع عملاء بلاد فارس «إيران».
كيف تجرؤ السفارة الفارسية على تلك الوقاحة في مخاطبة الخارجية الكويتية؟! وعليها ان تقدم اعتذاراً للحكومة الكويتية وللشعب الكويتي على تطاولها وصلفها الفارسيين البغيضين.
أضف تعليق