أقلامهم

عادل دشتي يقول لمبارك الدويلة: من له حجة أو برهان فإنه لايحتاج إلى الخطاب الطائفي أو التخوين أو التحريض أو الاستهزاء بمعتقدات الآخرين، وإن عدتم عدنا

مبارك الدويله بين الاستهزاء والتحريض
عادل حسن دشتي


لم يكن مستغرباً أن يخرج علينا النائب الأسبق مبارك الدويله بمقاله في القبس يوم الأربعاء 2011/8/24 والمعنون بـ«سماحته والإسلام السياسي»، فقد دأب النائب الأسبق ومنذ فترة على كتابة العديد من المقالات التي يطفح منها النفس الطائفي البغيض، بل إن تركيزه على أشخاص بعينهم، تلميحاً وتصريحاً مرات ومرات، يوحي بأن الأمر قد تعدى النقد المباح إلى الهجوم الشخصي، ويراه البعض تأثراً بمواقف انتخابية سابقة يحاول تصفيتها عبر مقالاته في صحيفة القبس، ولا يعنينا هنا الدفاع عن أشخاص بعينهم، نواباً كانوا أو شخصيات عامة تستطيع الدفاع عن نفسها في أي وقت وبكل وسيلة، ولكن ما يعنينا في الأمر هو أسلوب التخوين والتحريض والاستهزاء بعقائد شركائه في الوطن، وإلا فما معنى قوله «إن أرباعهم وأخماسهم ترسل إلى دولة مجاورة، من دون أن يجرؤ أحد على مساءلتهم من أين هذه الأموال؟ وإلى أين تذهب؟» وما معنى أن يتهم طائفة بأسرها بالعمل على تشويه «صورة العمل الخيري الناصعة»، وهو يعلم قبل غيره أن أياديهم البيضاء وصلت إلى مختلف أنحاء العالم، شأنهم شأن شركائهم في الوطن في وطننا الصغير؟ فإذا كان هناك من يحاول أن يشكك أو يطعن في العمل الخيري، فعليه وزر عمله، ولماذا إقحام طائفة بأسرها في نزاع لا ناقة لها فيه ولا جمل؟ وإذا كان هذا خطاب شخصية سياسية مرموقة ومخضرمة، فماذا ترك بعد ذلك للمحدثين في عالم السياسة والإعلام؟ بل إن هناك من يرى أنه بعد أن قربت شمس بعض الحركات الإسلامية ورموزها على الأفول، وانكفاء دورهم في الشارع السياسي، فإن أفضل طريقة وأسرعها لإعادة الروح إلى جسدهم وحركتهم ورموزها السابقين، هو استخدام الخطاب الطائفي البغيض، وهذا لعب خطر بالنار لا يستخدمه إلا المفلسون في الأرض، والأخسرون أعمالاً، فمن له حجة أو برهان أو دليل، فإنه ليس بحاجة إلى الخطاب الطائفي أو التخوين أو التحريض أو الاستهزاء بمعتقدات الآخرين، وإن عدتم عدنا.