أقلامهم

أحمد الدعيج يقول لساركوزي الكاثوليكي حاليا اليهودي سابقا: أول يصطلي بنيران ضرباتكم الوقائية ضد ايران هم شعوب دول الخليج العربي

يريدونها مضطربة دائماً


د.أحمد يوسف الدعيج


مع انقضاء شهر رمضان المبارك واطلالة عيد الفطر السعيد وفي خلال 24 ساعة فقط تناقلت وكالات الأنباء العالمية ثلاثة تصريحات قوية تتعلق بأمن المنطقة، في لقاء جمعه يوم الثلاثاء الماضي بثلة من أعيان مكة المكرمة وعدد كبير من رجال الاقتصاد قال الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ان المملكة العربية السعودية تظل هدفا للارهاب الذي تدعمه جهات خارجية، وان ايران دولة تستهدف أمن الوطن، وان الشرور محيطة بنا من كل مكان، فنحن محاطون بمشكلات العراق من الشمال، واليمن من الجنوب، ومشكلات ايران واستهدافها السعودية.بعد يوم على ما صرح به وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز نقلت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء تصريحا أدلى به «مصدر مسؤول» في وزارة الخارجية الايرانية جاء فيه «ان طهران تعرب عن دهشتها للتصريحات المنسوبة الى وزير الداخلية السعودية، وان ايران تنشد على الدوام الاستقرار والهدوء والازدهار للسعودية وانه لا يوجد شيء اسمه مشاكل تستهدف السعودية وان أمن السعودية وايران مرتبطان بعضهما ببعض كما ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر أمن السعودية أمنها».
يوم الأربعاء الأول من أمس وجه رئيس الجمهورية الفرنسية مسيو نيكولا ساركوزي كلمة الى البعثات الدبلوماسية الفرنسية في الخارج قال فيها: ان طموحات ايران العسكرية والنووية والصاروخية الممثلة في برامج ايران النووية والعسكرية المستمرة قد تؤدي الى توجيه ضربة عسكرية وقائية للمنشآت الايرانية الأمر الذي سيؤدي الى أزمة دولية كبيرة لا ترغب فرنسا فيها مطلقا.
عندما يصرح الأمير نايف بن عبدالعزيز المسؤول الأول عن الأمن في المملكة العربية السعودية الشقيقة بأمر ما فانه يعرف تماما ما يقول، وعندما وصف مشاكل العراق واضطرابات اليمن بأنها شرور محيطة بالمملكة فهو محق في ذلك وكان أكثر دقة عندما قال ان ايران تستهدف أمن الوطن، فالعراق اليوم ايراني الهوى والارادة، ولا أحد ينكر كذلك الدعم الايراني القوي للحوثيين عندما قاموا بعملياتهم الارهابية ضد الجيش والقبائل اليمنية ثم نقلوا بعد ذلك عملياتهم الارهابية التخريبية عبر الحدود الى المملكة العربية السعودية عندها تصدى لهم الجيش السعودي بكل قوة وحزم.
للدول العربية، ما عدا العراق وسورية وحزب الله في لبنان، كل الحق في التوجس خيفة من سياسات طهران التي تتدخل في الشؤون العربية مع اصرارها على مبدأ تصدير الثورة الى الدول العربية، ومع ذلك نقول جيد ما صرح به المصدر المسؤول في الخارجية الايرانية، والسلم خير من الحرب.
نقول لمسيو ساركوزي الكاثوليكي حاليا اليهودي سابقا، ان أول من سيصطلي بنيران ضرباتكم الوقائية ضد ايران التي تبشرون بها، هم شعوب دول الخليج العربي الواقعة على الضفة الغربية من الخليج، فصواريخ ايران لا يصل مداها الى اقليم الألزاس واللورين في شمال شرق فرنسا ولا الى الساحل الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية بل ولن توجه الى ربيبتكم دولة الصهاينة في فلسطين المحتلة، مسيو ساركوزي أنت وحكومتك لا تزالون غارقين بسبب آثار أزمة الديون في منطقة اليورو وارتفاع سعر برميل النفط الى أرقام قياسية فكيف سيكون الحال لو اشتعلت الأوضاع في منطقة الخليج؟ هل ستقوم مثلا شركة توتال الفرنسية بتعويض النقص من حقول النفط في ليبيا الجريحة التي يقول رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية يوم الثلاثاء الماضي «أنه يمكن الوصول بانتاج النفط الى كامل طاقته قبل الحرب خلال 15 شهرا».كفى الله المنطقة العربية شرور التدخلات الأجنبية بداية بايران «الاسلامية» وطموحاتها في الهيمنة على منطقة الخليج العربي وتمسكها بمبدأ «تصدير الثورة» ومرورا بأطماع الغرب في الوطن العربي التي لم تتوقف منذ الحروب الصليبية في العصور الوسطى، هذه التدخلات ما كانت لتكون لولا توطن الديكتاتوريات في البلاد العربية