إيران بعد تحرير سورية
مفرج الدوسري
ايران لا تخفي دعمها اللا محدود لنظام بشار نعجة، ولا تخفي في الوقت ذاته تخوفها من تبعات سقوطه، لذلك تسعى جاهدة للعمل في اتجاهين في آن واحد، دعم النظام والبحث عن بديل له يسد الفراغ الذي سيخلفه رحيله متى ما وقع، فمصالحها في سورية كبيرة جداً وخسارة حليف العوبة مثل النعجة يعد ضربة قاصمة لها، فالطريق الى امداد حزب الله عبر الاراضي السورية، والعبث في الامن اللبناني يمر من خلالها ايضا، وتغيير النظام يقطع عليها هذا الطريق، ويلحق الضرر بحزب الله الذي يعد الذراع الايرانية التي تهدد بها المجتمع اللبناني قبل ان تهدد بها اسرائيل، ويجعله بين فكي كماشة، نظام سوري جديد لن يكون ألعوبة كسابقه وعدو اسرائيلي ينتظر الفرصة السانحة لتوجيه ضربة قاصمة لحزب الله، وهذا ما دفع القيادة الايرانية الى تغيير خطابها الاخير تجاه الرئيس السوري لعلها تجد له مخرجاً على الرغم من ادراكها التام ان نظامه يتهاوى ولن يصمد أكثر مما صمد، ولكن كيف ستجد ايران في سورية بديلاً لنظام بشار وهي من يشارك النظام في قمع انتفاضة الشعب السوري من خلال مده بعناصر الباسيج الايرانية وقوات حزب الله، والايعاز الى حليفها في العراق نوري المالكي لضخ المليارات في حسابات النظام البعثي ليصمد أكثر فأكثر، وهل سينسى الشعب السوري هذه المواقف المخزية لايران ونوري المالكي وحزب الله؟.
هذا الامر لا اعتقد انه غائب عن القيادة الايرانية التي تدرك ان دعمها للنظام الحالي سينقلب عليها في المستقبل، ولكن خياراتها محدودة، ورهانها بعد سقوط النظام الحالي ينصب على تقديم الدعم المالي الكبير للنظام الجديد، لعله يفتح لها الابواب اذا اغلقت، فسياسة ايران المالية تعد اقوى من سياستها العسكرية، وهي على اتم استعداد لدفع المليارات لشراء الأنظمة والمنظمات، حتى وان كان على حساب شعبها الذي يفتك به الفقر والجوع والجهل، وسترمي بثقلها المالي في سبيل الا تفقد موقعا استراتيجيا في سورية يوصلها الى لبنان ولا يحرمها من ادعاء النضال والسعي الى تحرير القدس.
ربما يتبدل الخطاب السياسي الايراني في الايام القادمة وبعد ان يصبح نظام النعجة قاب قوسين او ادنى من السقوط، يظهر من خلاله الايرانيون وقوفهم الى جانب الشعب السوري، وادانتهم لما ارتكبه من مجازر، ولكن هذا الامر لن ينطلي على الشعب السوري الذي يعلم ان يدي النظام الايراني واعوانه ملطخة بدمائه، ولن يغفر له ولا لهم ذلك، وهذا ما سيدفع النظام القادم والذي نتمنى ان يكون ديموقراطيا بكل المقاييس ويحترم حرية الشعب السوري ويقدر تضحياته بألا يكون للايرانيين موضع قدم على ارض الأمويين الطاهرة.
< نقطة شديدة الوضوح:
عندما ننتقد ممارسة ايران وحزب الله وتورطهما في قمع انتفاضة الشعب السوري وندين دعمهما لطبيب العيون الذي اعمى الله عز وجل بصره وبصيرته فهذا لا يعني تحاملنا على الشعب الايراني الصديق الذي نتمنى له الخلاص عاجلاً من نظامه الدموي الذي لا يؤمن بحقوق الشعوب ولا يتعامل معها الا بالبطش والتنكيل.
أضف تعليق