أقلامهم

فؤاد الهاشم يرى أن حكاية تصريحات الفلاح يكمن خلفها سعيا لإلهاء الناس عن قضية أكبر

.. «شدّوا حيلكم»!.. «مشدود.. يا ريس»!!
فؤاد الهاشم
 
.. وصلت – بحمد الله ورعايته – الى ارض مطار الكويت حوالي منتصف الليل، لاكتشف ان طول ثلاثة طوابير ركاب تقف امام ثلاثة «كاونترات جوازات» فقط يزيد في مجموعها عن «350» مترا! لم يكن هناك موظفون في كاونترات «مجلس التعاون الخليجي»، فسألت وكيل عريف تصادف مروره بجانبي – وانا ا حمل جوازي بيميني وكأنني – «شحاذ اسيوي على باب مسجد في شهر رمضان وامامه كرتون كارنيشن» – قائلا له «وين مجلس التعاون.. لغيتوه؟ ابتسم وجاء جوابه كالتالي: «تدري هذه ايام عيد، وكلهم ماخذين اجازات، وما عندنا موظفين»!! خلفي ثلاث نساء من مواليد «حرب البسوس»، اعتقد وكيل العريف انهن برفقتي، فأخذ جواز سفري وجوازاتهن، وذهب لختمها – بشكل خاص – من كاونتر مخصص.. للخادمات الآسيويات يقع تحت السلم الكهربائي.. للقادمين!! اعطانا الجوازات.. واختفى، لاسأل نفسي.. «وماذا عن بقية ركاب الطائرة الذين جاؤوا معي وعددهم اكثر من 250 شخصا»؟! اقول قولي هذا وانا اقرأ – الآن ظهر يوم الاحد – تصريحا للوزير «فاضل – السنهوري» يقول فيه ان «الحكومة اقرت خطة لتطوير جزيرة بوبيان، وانشاء مختبرات لهيئة الزراعة ومعهد الكويت للابحاث العلمية على ارضها، وميناء وطرق واماكن اسكانية واخرى ترفيهية ومنتجعات و.. شاليهات»!! انتهى تصريح معاليه! هذا يذكرني بالقول اللبناني الشهير – مع التعديل – «حمّلوه عنزة.. عطس، آل، حمّلوني العنزة الثانية»!! حكومة تعجز عن توفير موظفي جوازات في موسم اجازات من اجل قدوم مسافرين ومسافرات، وتريد اقناعنا بأنها قادرة على انشاء مختبرات وانشاء ميناء وطرقات ومنتجعات فوق جزيرة عليها.. مشكلات وهوشات!
???
.. في أحد أفلام النجم الراحل «أحمد زكي» ويحمل اسم «الهروب» انتاج 1991 واخراج الراحل عاطف الطيب ويؤدي فيه دور مجرم تطارده الشرطة ليل نهار حتى تقبض عليه، وبعد سخرية شديدة من صحف المعارضة التي تنتقد أحهزة الداخلية لفشلها – طوال شهور – في اصطياده، تعود – بعدها – هذه الجرائد لانتقاد فساد الحكومة ورجالها بشكل عنيف، فيقول ضابط برتبة كبيرة لزميله الأصغر: «لازم نستعين بـ.. عصا موسى»! يسأله زميله عن ماهيتها، فيطلب منه أن يأمر مأمور المركز الذي يحتجز المجرم الخطير «أحمد زكي» بأن.. «يسيب باب الزنزانة مفتوحاً وينسى يقفله كويس»! استغرب الضابط الصغير وسأل عن السبب، فأجابه «الكبير» ضاحكاً: «علشان المسجون يهرب، وترجع الصحافة تتلهى بيه، وتنسى مواضيع الفساد اللي بتهاجمنا فيها، أهي دي – بقى – عصا موسى اللي حتاكل كل ألسنة وعصي – وأقلام – المعارضة والناس»!! بعد وصولي بساعات، لم أفهم ما هي مشكلة «حمد الفلاح وما الذي قاله»، فكل الخدمات الإخبارية التي تصلني على الهاتف النقال هي.. ردود أفعال فقط، أما الفعل ذاته، فلم أعرف عنه شيئاً! أجريت اتصالاً سريعاً بالزملاء في الجريدة، فأرسلوا لي النص كاملاً والمنشور في صحيفة كويتية – قبل دخولي الى الكويت ببضعة أيام – فإذا به لا يختلف كثيراً – في مضمونه وفحواه ونتيجته – من.. «أزمة دخول الفالي الى الكويت، والمرحوم نصر أبو زيد ودعوته الى البلاد، وتصريحات العريفي، وخطب المخبول ياسر الحبيب، ومسجد الشيعة في عبدالله مبارك ومركز وذكر».. وغيرها كثير دون ان ننسى بدايتها في.. «التأبين»!! كلما اثيرت قضية يهم الناس علاجها، جاؤوا لها بـ «عصا موسى» لتصير ثعبانا يتلوى اكبر منها.. ليأكلها، وهكذا ستظل البلد تخرج من «لجمة» لتقع في «مدعاب».. الى ما شاء الله!!
???
.. النائب «فيصل المسلم» يقول: «نواب كتلة التنمية يعلنون موافقتهم كشف حساباتهم المصرفية للبنك المركزي»!! هل يشمل ذلك شيك الخمسين الف «للمبرة مالت.. رفيجك»؟!
???
.. «صندوق النقد الدولي يحذر من تحول الكويت الى بيئة ملائمة لغسل الاموال»!! هذا الخبر جاء على كل الوكالات، وهو صحيح %100، اذ وردتني معلومة – اثناء وجودي خارج البلاد – تفيد بدخول مليار وثمانمائة مليون دولار مملوكة للعصابة البعثية الحاكمة في سورية الى الكويت – بمعرفة الحكومة وموافقتها – ثم جرى تحويلها الى بنوك روسية في العاصمة موسكو تدار من قبل المافيا! ايضا، وصلني تعليق من مسؤول اقتصادي اوروبي يقول فيه: «لماذا تفسد الكويت سمعتها المالية العريقة والنظيفة بغسل اموال بشار الاسد ورامي مخلوف وماهر الاسد بهذه الطريقة.. البشعة»؟!
???
.. خلال الاجتماع الأخير والسري للسفراء العرب في مقر الجامعة العربية لمناقشة ما يجري في سورية، وقف المندوب السوري «يوسف الأحمد» واخذ يصرخ موجها اصابعه كلها الى عدد من سفراء مجلس التعاون الخليجي قائلا: «كيف تجرؤون على مطالبتنا بالديموقراطية بينما اغلبكم ليس في بلده دستور»؟ ثم.. التفت الى المندوب القطري قائلا: «نحن نعلم بان اموالكم هي التي تدعم المعارضين عندنا»، فرد عليه القطري قائلا: «اذا لم يغادر بشار الاسد منصبه.. بسلام، فسوف يكون شهر رمضان هذا آخر شهر صيام يقضيه في.. السلطة»!!
???
.. بينما الشعب السوري يموت ويسحق بالدبابات، سوف يصرف مبلغ ثلاثة ملايين ومائتي الف دولار علي حفل زواج في اسبانيا، العريس هو حفيد «رفعت الاسد» – شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وعم الرئيس الحالي ومن الذين شاركوا في تدمير وقتل سكان حماة في عام 1982 عبر قيادته لما عرف باسم سرايا الدفاع – اما العروس فهي حفيدة «جميل الاسد»!! ان الله يمهل ولا يهمل!
???
.. خبر خاص.. وحصري:
.. رئيس وزراء لبنان السابق «سعد الحريري» تلقى وعدا «مسمار – بلوح» من انه سيهبط في مطار دمشق – ومنها الى بيروت – خلال فترة وجيزة لأن سورية – وقتها – لن يكون فيها لا.. «أسد» ولا «قطو»!! مبروك لكل اللبنانيين، وأرى أن فرحتهم تعادل فرحة الكويتيين في 25 و26 فبراير عام 1991!!
???
.. بداية البشائر:
.. توقفت شركة «نوفال» الفرنسية عن شراء النفط السوري واستبدلت به.. الليبي!
???
.. خاص وحصري:
.. رئيس وزراء تركيا «رجب طيب أردوغان» أبلغ العقيد القذافي المخلوع – في بداية الثورة – الآتي: «نحن مسلمون حقيقيون، والمليارات الليبية من الدولارات التي وضعتها في المصارف التركية سوف تكون في مأمن وتعاد إليك وإلى عائلتك في النهاية»!! بعد اسبوعين فقط من هذه المحادثة، تحول الموقف التركي «180 درجة» ليصبح مع الثوار والغرب، ولتحتفظ المصارف التركية بكل مليارات القذافي .. إلى الأبد!!
???
< المدعو «بشار – كيواي» أمواله في اسبانيا وقبرص سوف تدخل في.. ثلاجة وتتجمد!! بالمناسبة، فقد بعث برسالة الى «معازيبه» في سورية يقول فيها: «المعلم الكبير في الكويت وعدني بأن الملف سوف يختفي من وزارة التجارة!! وبالفعل، فقد اختفى ملف شركته بعد ذلك.. بيومين»!
???
.. خاص وحصري:
.. سفير النظام السوري الحالي في بيروت – «سابقا في الكويت» – المدعو «علي عبدالكريم»، ابتز احد التجار الكويتيين بأكثر من ثلاثة ملايين دولار خلال السنوات الثلاثة الماضية بمساعدة عميل مخابرات سوري صغير مقيم في الكويت ويعمل.. قوادا!!
???
.. أضحكني كثيرا اتصال جاءني – وانا في نيويورك – من أحد الوزراء المصريين السابقين في إحدى حكومات الرئيس السابق «حسني مبارك»، مهنئا بالعيد – أولا – ثم ليروي لي تلك الحادثة الطريفة التي كان احد شهودها، ويقول: «بعد ان انتهينا من اداء القسم امام الرئيس، جلس معنا لحوالي عشر دقائق ليعطينا وصاياه ونصائحه، وما ان قام من كرسيه حتى التفت الينا – مودعاً – قائلا.. شدوا حيلكم، فرد احد زملائي الوزراء صارخا بصوت عال.. «مشدود على الاخر.. يا ريس»!!


 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.