أقلامهم

تركي العازمي يرى أننا بلغنا مستوى من التخبط لا يمكن السكوت عليه قبل ربيع الكويت المنتظر

«ربيع الكويت» المنتظر!
تركي العازمي
 
 
المدخل لهذا المقال يبدأ من المثل الدارج «ربيع النفس هواها» وهو مثل ينطبق على «ربيع الكويت المنتظر» ولا نقصد بربيع الكويت وضع المقارنة بما يحصل في البلدان العربية!
هوى «النفس الكويتية» لم يتم ترويضه وردعه في جانب الشفافية ومعالجة أوجه الفساد بل أطلقت النفس الكويتية العنان لحصان الفساد ليعثوا بالأرض الكويتية فساداً حيث لم يترك قانوناً إلا وتعرضت له أرجل وأيادي الفساد حتى تشعب إلى أن وصل الدخول في النوايا ونحن لنا الظاهر من الأمور ولا نحكم على أي قضية إلا وفق براهين محددة على الأقل حفاظاً على
ما تبقى من أخلاقيات الكتابة احتراماً لقاعدة القراء!
الحاصل إننا وصلنا حداً لا يمكن السكوت عنه، وتستوجب الضرورة أن نقف بحزم في وجه آفة الفساد المادي والمعنوي الذي باتت معالمه واضحة ولا حاجة للبحث عن أدلة آخرى… وصحيح أن الفساد لم يكن وليد الأحداث الأخيرة بل كان موجوداً من عقود وقد أشرنا له في مقالات سابقة، ولكن الذي نلاحظه أنه في العهد الحالي تجاوز كل الأعراف، وضرب بعرض الحائط كل أبجديات الأخلاق والموروث الاجتماعي على مستوى أدب الحوار، وطريقة التنفيع، وتضارب المصالح، وارتفاع عدد المفسدين حول «النفس الكويتية» إلى أرض خصبة للأفعال المنافية للعادات الاجتماعية والأخلاق، وماتت الذمة المالية، وسارت النفس الأمارة بالسوء في طريق المهالك تقود البلاد من دون تحرك من الحكماء لصدها عن ما تنوي إيصالنا إليه!
إن الحل في غاية البساطة… أولاً نعترف بوجود آفة الفساد وهذا لا يحتاج إلى براهين، ومن ثم تحديد أوجه الفساد والراعين له ومن ثم إقصائهم من أماكنهم القيادية واستبدالهم برجال من طراز خاص، ولا تأخذنا في المفسد الرحمة مهما كانت العلاقة التي تربطنا به، و«اسطوانة» عفا الله عما سلف لا يجب الأخذ بها كي يعتبر كل من تسول له نفسه، وإنني رغم بساطة ووضوح حالة الفساد التي تعاني منه الكويت، أعتقد بأنه لن يكون هنالك حل إلا من خلال «ربيع كويتي» يحركه الشارع شريطة أخذ الحيطة ممن يتغنى بالعفة والنزاهة وهو بطريقة أو آخرى ضالع في أوجه الفساد إن لم يكن مادياً نجده معنوياً… والله المستعان!


 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.