أقلامهم

في ظل ما يحصل راهنا.. ذعار الرشيدي يؤكد أنه بعد 10 سنوات فإننا لن نحتاج الى ويكيليكس

الربيع الكويتي القديم والفساد المتجذر
ذعار الرشيدي


نعم، كما قال الوكيل المساعد لقطاع الأعمال البرلمانية في مكتب وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة أحمد الهيفي ان الكويت سبقت الربيع العربي بـ 50 عاما بدستور وقوانين لدعم الديموقراطية، وهو أمر يؤكده الجميع ويعرفه، فنحن الكويتيين تربينا على الممارسة الديموقراطية، وحويصلات رئة كل منا تعرف طعم الحرية، بل تجيد ممارستها بدءا من أصغر طفل في الكويت حتى أكبرنا، ولكن هذا الربيع الكويتي البالغ من العمر 50 عاما بحاجة الى ان نقطف ثماره بعد نصف قرن وان نزيل الشوائب التي لحقت بربيعنا الكويتي.


الحكم في الكويت أسس الديموقراطية بدستور اعتبره الحاكم والمحكوم عقد شراكة واتفاق، ولكن هذا العقد، بدأ البعض خلال السنوات القليلة الماضية بمحاولة القفز على بنوده، وتأصيل ان القانون فوق الدستور، فمثلا الدستور يكفل الحرية، والقوانين التي تدفع بها الحكومة تكبل الحريات ومنها على سبيل المثال لا الحصر قانون المطبوعات والنشر وقانون التجمعات، وفي هذه المحاولات قفز واضح وصريح وغير مبرر على مواد الدستور الذي هو عقد شراكتنا واتفاقنا مع وعلى الأسرة الحاكمة.


تلك المحاولات أضرت بربيعنا الكويتي القديم، ولكن وعلى الرغم من هذا نحن متمسكون بربيعنا الكويتي ونسعى الآن ليكون أفضل، ولن نكفر بربيع ديموقراطيتنا لمجرد وجود ممارسات حكومية خاطئة ونهج يؤصل الفساد ولا أقول يروج له فقط.


كل من تجاوز على ذلك العقد يجب ان يحاسب، وكل من حاول تشويه ربيعنا الكويتي وقتل فرحته يجب ان يحاكم، قبلها يجب ان يتغير النهج الحكومي بالكامل، وان تعي الحكومة التي هي السلطة التنفيذية ان البلد ليس ملكا لرئيس وزرائها و«چم تاجر»، بل هو ملك الجميع.


«ويكيليكس» بدأ يكشف المخبوء، وصدقوني انه وبعد 10 سنوات لن نكون بحاجة الى «ويكيليكس» ولا لغيره في ظل الانفتاح المطلق على حرية المعلومات عبر الإنترنت، فنحن اليوم نعرف من يتآمر على الوطن وعلى مصالحه وعلى حقوق شعبه، ونعرف من قبض ومن يعبث بأمن الوطن باسم الحرية تارة وباسم المصلحة العليا تارة اخرى، وباسم الوحدة الوطنية ثالثة، فتوقفوا وأعيدوا لربيعنا الكويتي بهجته.. وأعيدوا لنا وطنا جميلا فقدناه بداخلنا بعد ان لفته عواصف فساد حكومات تعاقبت عليه ولم يعاقبها أحد.


 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.