أقلامهم

فؤاد الهاشم يذكر ثوابت الشيعة بإصلاح الخلل داخلهم أولا ويذكرهم بقصة المرأة الشيعية

لولا «شوية خجل».. لعبدوا.. رموزهم!!
فؤاد الهاشم
 
.. في احدى روايات الاديب المصري الكبير «نجيب محفوظ» – على ما اذكر – التي تحولت الى فيلم سينمائي من بطولة «سعاد حسني» اسمه «الزوجة الثانية»، تدور احداثه في احدى قرى بر مصر الفقيرة حيث يكون «العمدة» – «صلاح منصور» – هو الحاكم بأمره، ويساعده من كان يسميهم المقتول «اسامة بن لادن» بـ«علماء السلاطين»، وهو خطيب مسجد القرية والامام فيه، وكذلك الذراع الأيمن وسكرتير «العمدة»، ويؤدي دوره الفنان الراحل «حسن البارودي»!! تأتي فلاحة فقيرة تبكي وتشتكي الى «العمدة» من ان رجاله قد سلبوها «جاموستها» فيطردها من مجلسه لكنها ترجع – ويحدث ذلك عدة مرات – فينبري «المطوع الزقمبي» – امام المسجد – لصدها بقسوة قائلاً لها.. «أطيعوا الله ورسوله وأولي الامر منكم.. اسمعي كلام ولي الامر العمدة وروحي على.. بيتكم»! حدث ان زوجة العمدة «النسرة» – وهي سناء جميل – كانت عاقرا لا تحمل ولا تلد، فيقترح عليها زوجها ان يتزوج عليها فتاة صغيرة وحين تحمل وتلد يطلقها ويأخذ وليدها ويكتبه باسم «النسرة» لانه – كما يقول – «عندنا مفتش الصحة.. بتاعنا، والدفاتر بتاعتنا»! يختار «العمدة» فلاحة جميلة هي «سعاد حسني» لكن المشكلة انها متزوجة من فلاح «غلبان» هو «شكري سرحان»، لكن الطاغية لا يستسلم، بل يأتي بزوجها – امام المأذون – يجبره على طلاقها، وعندما يبكي الرجل ويرفض، يرد عليه «الامام – الزقمبي» قائلا.. «أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر.. منكم»! يطلقها – مرغما – ثم يخرج من الغرفة، فيطلب العمدة من «المأذون» ان يعقد قرانه على الزوجة الجديدة، لكن «الملاج» يرفض مشترطا اتمامها لفترة العدة وهي «ثلاثة اشهر»، فيرد عليه العمدة قائلا.. «بسيطة، اكتب تاريخ العقد بعد ثلاثة اشهر من الآن، وكأنها اوفت.. عدتها»! يرفض المأذون – مجددا – لكن «الامام – الجمبازي» يقول له.. {أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر.. منكم}، فيتم اجباره على «كتب الكتاب» ويعقد القران على امرأة لم توف عدتها.. بعد!! تتوالى احداث عديدة في الرواية – بعد ذلك – حتى يموت «العمدة» بعد اصابته بشلل، فيفرح سكان القرية لذلك، يقول لهم «الامام – الزقمبي».. «اذكروا محاسن موتاكم»، فيرد عليهم احد هؤلاء الغاضبين والمظلومين.. «هو ده كان ليه محاسن.. من أصله»؟! ينتهي الفيلم – أو القصة – نهاية سعيدة بعودة الزوجة.. المطلقة قسرا – الى زوجها الفلاح، و«توتة توتة.. خلصت الحدودتة»! في واقع الحال، هي لم تنته، بل استمرت في واقعنا العربي والسياسي الى هذه اللحظة التي اكتب منها هذا الموضوع، فقد ضحكت كثيرا من منظر اربعة «مطاوعة من اهل بريدة» تصادف انهم نواب في مجلس الامة، وهم يقفون امام «سفارة روسيا» في الكويت.. «نصرة لأهل.. سورية»!! انا لا ادري ما هي حقيقة وقوف هؤلاء «المطاوعة» في خندق الدفاع من الشعب السوري ضد حكامه من البعثيين، فأهل اللحى الطويلة – منهم – واهل اللحى الخفيفة من «الاخونجية» اجتمعوا في مؤتمر «اسلامي كبير» خلال شهر ديسمبر من عام 1990 بمدينة «لاهور» الباكستانية، وايدوا المشنوق «صدام حسين» في كل ما فعل، معلنين وقفتهم وقفة رجل واحد في تصديه للكفار من الغرب واسترجاع الفرع الى.. الاصل وتحت ذريعة انه.. «من ولي الامر الذي تجب طاعته والسير خلفه»!! «مطاوعة السلف والاخونجية» يعيبون دائما على «الشيعة» انهم يوشكون على تقديس علمائهم ويسبغون عليهم «العصمة»، لكن.. حاول ان تنتقد «حسن البنا» – مؤسس حركة الاخوان المسلمين امام «اخونجي» أو «بن عثيمين» أو «بن باز» امام «سلفجي» لترى انهم قد اقتبسوا «المعصومية» التي ينكرونها على الشيعة، ليسبغوها على.. رموزهم!! كانت مجلة «المجتمع» – الناطقة بلسان حال «الإخوان» – تطبع في منتصف الثمانينات على مطابع جريدة «الوطن»، لذلك كنا كثيراً ما نشاهد عناصرهم «الميليشاوية» – من الذين حاولوا ضرب «لطيفة الرزيحان» وطردها من تجمع في «حولي» قبل سنتين – وهم يغدون ويروحون في صالة التحرير بلحاهم الخفيفة، وحدث – ذات يوم – أن قرأت عدداً صادرا في ذلك الزمان، فإذا بأحد كتابهم يشيد بـ«البنا» قائلاً.. «الإمام حسن البنا.. رضي الله عنه»!! سألت أحد المسؤولين من المجلة وبعد أن شاهدته خارجاً من مكتب المرحوم «جاسم المطوع» رئيس التحرير – عن ذلك التعبير وقلت مازحاً.. «ومن أدراكم إن الله عز وجل قد رضي.. عنه»؟! «المتأسلمون» – من السلف والإخوان يحلمون بـ«دولة الخلافة» وبأن «الخليفة – هو الحل» لكل مشاكل المسلمين، وبالطبع، فإن «خليفتهم» هو.. «ظـل الله على الأرض» فإن حاولت «الشعوب الإسلامية» المحكومة أن تعترض أو تنتقد، كان الجواب جاهزاً – مثل سكرتير العمدة – «أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم» حتى ولو كان على طينة «صدام حسين» وشاكله «بشار الأسد»، ويشبه «معمر القذافي»، ونسخة من «علي عبدالله صالح» وتوأم «عبدالعزيز بو تفليقة»!!
???
.. «الإخونجية» يعتبرون «حسن البنا» – ثلاثة أرباع إله.. ولولا بقية من حياء، لصنعوا له تمثالاً.. وعبدوه! كذلك، «السلفجية» يعتبرون علماءهم أربعة أخماس.. آلهة، والمساس بهم من العامة والدهماء.. «يلقيك في الدرك الأسفل من النار»، ولولا بقية من خجل، لحذو حذو أقرانهم من أهل.. «البنا»!! لو كان الإعلام الرسمي السوري صادقا – «وأنا أعرف انهم يكذبون» – وان «العصابات المسلحة التي تقتل الناس هم من الجماعات المتأسلمة»، فأنا أفضل – الف مرة – ان يبقى الاسد وعصابته في الحكم على ان يستولي مجانين مثل هؤلاء على.. السلطة! على الاقل تستطيع ان تتحدث وتتحاور مع بعثياً لتصل الى نتيجة معه، لكن.. ماذا تفعل مع مهووس «مخه مقفول» كلما حاولت مناقشته يسكتك بقوله.. «اطيعوا الله ورسوله وأولي الامر منكم»؟! كتب نجيب محفوظ روايته الرائعة تلك في عام 1943 لكنها لن تكتمل وستظل ناقصة الى يوم .. يبعثون!!
???
.. جميلة تلك المبادرة التي اطلقها «تجمع ثوابت الشيعة» حين اعلن على موقع الكتروني لتقبل شكاوى ابناء الطائفة الجعفرية»، مع انه لم يقل إن كان للكويتيين فقط ام لغيرهم كذلك، لارسال «مظلوميتهم مفصلة مع الاثباتات ان كانوا قد تعرضوا لأي تمييز بسبب مذهبهم في مقار أعمالهم»!! قلت انها جميلة وأؤيدها بشدة لأنني لا أحب رؤية شخص يتعرض للظلم بسبب لونه او دينه او مذهبه او جنسه، لكن.. اقول لجماعة «ثوابت الشيعة» إن عليكم اصلاح الخلل من داخلكم اولا، وازالة الظلم والتمييز بينكم، فما زلت – حتى هذه اللحظة – وبعد مرور حوالي ثلاث سنوات على عرض المشكلة، لم أتلق جوابا من اي «سيد» على شكوى المرأة الكويتية «الشيعية» التي طلبت مساعدة مالية من احدى مراكز تجميع «الخمس الجعفرية» فرفضوا، وقالوا لها.. «لأنك شيعية.. سيستانية ونحن من جماعة.. الشيرازية»!! وزادوا الطين بلة، حين طلب منها احد القائمين على هذه الجمعية أن «يعقد عليها.. صيغة» كشرط.. ليمنحها المساعدة التي تريدها!! خمس مرات نشرت فيها – في هذا العمود – نداء الى رئيس جمعية حقوق الانسان المحامي «علي البغلي» ليتبنى قضيتها بصفته «ليبرالي- جعفري»، لكن.. بلا فائدة، بعد ان أن اتضح لي انه هو – ذاته – يتعرض «للمظلومية والتمييز» من جماعات شيعية تختلف عن.. جماعته!! طبقوا العدالة – وعدم التمييز – داخل بيتكم الجعفري أولا قبل ان تطلبوا من الآخرين ان يصبحوا «السيدة العمياء».. وميزانها»!!.
???
.. النتيجة؟ نحن بحاجة الى «خلاط – مولينكس» عملاق بحجم منطقة «الخالدية» – مثلا، لندخل كلنا فيه، ثم.. «يضربنا ضربة واحدة» مع قليل من تراب الكويت وماء بحرها – حتى نعود الى ما كنا عليه قبل ستين او سبعين سنة! لعل.. وعسى!. أو على الأقل، قبل مولد «المهري» و.. «المملوح»!!
???
.. آخر.. كلمة: «خاص وحصري»:
.. تبين تورط حركة «حماس» – أيضاً – في احداث السفارة الإسرائيلية، وبأوامر من «خالد مشعل» في سورية، والتي استجابت لها الحركة الأم في مصر والذي تلقى الأمر – بدوره – من بشار «النعجة»!