السلطة الفلسطينية التي تسعى إلى وجود دولة، والتي تعترف بذاتها بحق وجود دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع دولة اسرائيل التي لاتعترف ولا تنوي الاعتراف بها كما يتضح من التصريحات، هل ترى أنها قد تنجح في مسعاها من خلال الاستمرار في مسلسلات الدبلوماسية التي تصب دائماً في صالح الدولة الإسرائيلية؟!!!!
الدول التي تنظر إليها السلطة الفلسطينية لمناشدتها الوقوف معها هل تغنيها عن الفيتو الأمريكي؟، ناهيك عن قناعات كبريات تلك الدول بأن إعلان دولة فلسطينية يجب أن يكون نتاج مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة بقياسه على الأحداث الجارية والتصريحات المتتالية هل يعد فعلاً خطوة دبلوماسية قد تجد صداها لدى المجتمع الدولي أم هي ثرثرة وفرقعة؟. تكون ثمرتها دوي وصراخ في ظل مجتمع دولي لا يعرف إلا لغة القوة.
إن الأمم المتحدة اتخذت في السابق مواقف تجاه القضية الفلسطينية ولكن المحاولة الأخيرة للاعتراف بدولة فلسطين يعد بمثابة صدى لأحد أشهر قراراتها رقم 181 لعام 1947 بتقسيم أرض فلسطين إلى دولتين الذي أعقبه اشتعال الصراع بين الطرفين، فهل يشتعل الصراع ليحصد مزيدا من الدماء الفلسطينية؟، وهل يغني من جوع مجرد اعتراف رمزي بحق معترف به فعليا؟.
الإدارة الأمريكية التي يراها المراقبون وكأنها “سأمت الطرفين” وغير قادرة على تحريك الأوضاع وتريد التخلص من الأمر برمته كما أنها تشدد على ضرورة استئناف المفاوضات التي إذا تمت في الوقت الحالي سيكون مصيرها الفشل، لا تنوي على الإطلاق إنجاح ذلك المسعى الفلسطيني، فمصلحة الدولة الإسرائيلية التزام لم ولن تنوي على الإطلاق التخلي عنه.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يواجه مقاومة شرسة من جانب حركة حماس التي تسيطر على غزة والتي تعارض إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين لأن مبدأها أن ” الحقوق يجب انتزاعها وليس تسولها”، هل يرى أن اللحظة فعلا قد حانت ليلتقط الثمرات؟!!!
ويأتي التساؤل هل فعلا يرى الإسرائيليون بعد ما واجهوه في مصر والأردن مما نتج عنه إغلاق سفارتيهما خطرا على دولتهم وضررا كبيرا قد ينتج عن تلك الخطوة الفلسطينية ليقنعوا به الإدارة الأمريكية لتكثف جهودها في الأيام القادمة لإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن يمنح المفاوضات فرصة أخرى, أم لا يعنيهم الأمر برمته؟!!
أضف تعليق