أقلامهم

عبدالهادي الجميل يرى جوهر ضمن قائمة أبطال السياسة الكويتية ويدلل

عبدالهادي الجميل

ياوالله اللي أمه جابت ولد

نستذكر أحيانا بعض المواقف الوطنيّة المشرّفة التي اتّخذها بعض النوّاب والوزراء خلال عملهم في الشأن العام. أقربها الى الأذهان موقف وزير الاعلام الأسبق الدكتور أنس الرشيد الذي قدّم استقالته عام 2006 احتجاجا على نيّة الحكومة تعديل الدستور ،كما يتذكر الناس استقالة يوسف النصف من وزارة الشؤون سنة 1985 لاعتراضه على طريقة واسلوب عمل مجلس الوزراء. كما يتذكر الناس استقالة عبدالعزيز الصقر من رئاسة مجلس الأمة عام 1965 احتجاجا على تدخّل الشيوخ في المجلس وتشكيلهم بعض الكتل الموالية لهم. ونتذكّر أيضا استقالة النائب خالد المسعود من مجلس الأمة احتجاجا على واقعة تزوير انتخابات  1967.

مازال الكويتيون يتذكرون هذه المواقف ويثمّنونها جيدا ويقارنونها مع مواقف النواب الحاليين الذين يرى الناس أنهم لا يستحقون الوصول الى المجلس ما عدا قلّة قليلة، يأتي من بينهم نائب لا يكاد يلفت الأنظار عندما يتواجد في مكان ما، فهو ليس بالطويل، ولا بالخطيب المفوّه، ولا بالباحث عن عدسات الكاميرا، وقد تنقضي عدة جلسات برلمانية لا نسمع له صوتا فيها. ولكن عندما تدلهم الخطوب وتعصف العواصف، ويختل الرجال، فيدبر المتخاذلون ويبحث المرجفون عن مخارج الطوارئ وبوابات الهروب، نجده ثابتا كالجبل ومنتصبا  كالرمح. لا يهمّه أين يقف،  ولا يكترث بمن يقف وراءه أو إلى يمينه أو يساره، فليس ذلك مهما مادام يقف إلى جانب الكويت.

لا أظن بأن هناك نائبا في الكويت يواجه ما يواجهه النائب حسن جوهر من ضغوط طائفيّة ومجتمعية بسبب مواقفه الوطنية التي لا تلقى قبولا من الطائفيين والمتشددين ممن يرون في مواقف النائب جوهر خروجا عن الخطوط الطائفية التي رسمها بعض المشبوهين من أصحاب الأموال والعمائم. 

لا يمكن أن أنسى تصريحه عندما قال: «القرار الشيعي مختطف، ولا يمكن أن أقف إلى جانب انتهاك الدستور وضرب المواطنين حتى لا يقال فيما بعد أن الشيعة وقفوا ضد القبائل والسنّة». فرد النائب مسلم البراك على موقفه هذا بقوله: «ان صوتك يا بومهدي بعشرة أصوات».

لم يخذلنا ابو مهدي في جميع المواقف الوطنية على مدى 16 عاما، وآخرها اعلانه المشاركة في اعتصام الليلة والتحدث للناس الذين حفظوا له أنه النائب الوحيد الذي حافظ على امتزاج ألوان الطيف الكويتي الجميل في لوحة وطنية واحدة.

شكرا يا أبا مهدي، فمن خلالك مازال الكثيرون مؤمنين بالوحدة الوطنية وكويت الجميع.

شكرا لك يا أبا مهدي، أقولها لك الان لأنني لا أريد أن يأتي يوم لا أستطيع أن أشكرك فيه فأكتفي بتذكر مواقفك الوطنية المشرّفة كما يتذكر الناس-الان- مواقف القطامي والمنيّس والصقر والخطيب والمسعود والنوت والرشيد وغيرهم من رجالات الكويت الحقيقيون، لا «رجّالة» إلاّ الرئيس الذين أُبتليت بهم الكويت. 

…..

التواجد هذا المساء في ساحة الإرادة عمل وطني لإنقاذ الكويت من المرتشين واللصوص…ظهورها يا النشاما ظهورها