ألغاز حكومية
محمد صالح السبتي
هناك الغاز لا يوجد لها حل أو إجابات مقنعة وهي من المسائل المعضلة فكرياً تتعب حين التفكير بها، اليوم نحن نعيش مجموعة ألغاز حكومية مهما بحثت لها لحل لن تجد، وهذه بعض الألغاز الحكومية…
الحكومة تهب أرضاً في العاصمة وعلى البحر تساوي عشرات الملايين لمواطن كي يبني مكتبة شعرية تخدم التراث، ثم تهب له أرضاً أخرى في العاصمة أيضاً ليقيم عليها مبنى يستطيع من خلاله أن ينفق على المكتبة الشعرية، في الوقت ذاته الحكومة تستأجر مبنى في العاصمة لتنقل إليه بعض الإدارات الخاصة بالمحاكم.
شيء جميل أن ترعى الدولة الثقافة والشعر، لكن أن تستأجر هي المباني للمحاكم وتوزع أراضيها للغير فهذا غير مفهوم أبداً، أن يرى المواطنون مباني المكاتب الشعرية التي بنيت على أراضي الدولة أفخم وأرقى من المحاكم… فهذا غير مفهوم، هذا لغز لا حل له.
الحكومة توزع أراضي للجامعات الخاصة… لكنها تعجز أن تبني لها جامعة!
الشركات الخاصة استطاعت أن تنشأ جامعات على أراض موهوبة من الدولة… إذاً كيف تعجز الدولة عن خدمة نفسها. أليس هذا بغريب، لماذا لم تشترط الحكومة على الجامعات الخاصة قبول بعض طلبتها التي عجزت عنهم جامعة الكويت مقابل هذه الأراضي على أقل تقدير؟ الدولة توزع أراضيها في منطقة مشرف على الجامعات الخاصة وتعزم أن تبني جامعتها في منطقة الشدادية! هذا إن طال العمر باحفادنا ليشاهدوا حفل افتتاح هذه الجامعة.
منطقة جنوب السرة منطقة كثير من سكانها مواليد الستينات والسبعينات والثمانينات بعضهم لديه سيولة وآخرون اقترضوا ليتملكوا فيها منازل، بينما الحكومة بجلال قدرها ومالها تستأجر بيتاً ليكون مقر «مخفر منطقة السلام»! المواطنون يتملكون في المنطقة والحكومة لا قدرة لها على بناء مخفر لهذه المنطقة ولفترة تزيد على (15 عام). المشكلة أن هذا المنزل يقع على الدائري الخامس يشاهده كل يوم عشرات الآلاف من الناس، يشاهدون الحكومة تستغل بالايجار منزلاً ليكون مخفراً! بينما استطاع الشباب من المواطنين التملك هناك… شيء مخجل حقاً.
اللغز الأخير في هذا المقال لغز محير جداً ومؤلم في الوقت ذاته… لدي صديق من فئة البدون والده عسكري في الجيش الكويتي منذ فترة قبل الغزو وانتهت خدمته قبل عام تقريباً لبلوغه السن القانونية للعمل، ولديه أخوة كويتيون… هذا الأب استدعته النيابة العامة كشاهد بعد التحرير وشهد بشهادته وخرج من النيابة، سئم من محاولة رفع ملفه للادارة العامة للجنسية لكنه عجز، يقال له ان عليك «قيد أمني» منسوب لك الانتساب للجيش الشعبي! إدارة من إدارة الحكومة تقوله له عليك قيد أمني، وهو أحد أفراد الجيش الكويتي إلى ما قبل عام! هل يعقل هذا… هل يجد أحدكم تفسيراً لمثل هذه الأمثلة؟ فعلاً إنها ألغاز محيرة…
أعرف أن أغلبكم لديه ألغاز أخرى، وأعرف أن عقولنا جميعاً توقفت عن التفكير لأن الجنون هو الغالب… الجنون في السعي نحو الفساد فكم من ساع إلى الفساد فقد عقله في سعيه.
أضف تعليق