ولادة أنثى نهاية حلم!
أروى الوقيان
الزوج ينتظر عند باب غرفة الولادة يشوبه التوتر الشديد، زوجته تضع المولود الثالث، وعلى فكرة ستكون ابنته الأولى بين ولدين، يحتقن وجهه تأتي الممرضة لتطمئنه بأن زوجته أنجبت “بنت زي القمر”، يعتري وجه الأب شيء من الحزن، كان يتمنى لو كان السونار قد أخطأ، وأنجبت زوجته الابن الثالث.
نعم اعبس أكثر وتكدر واحزن لأن هذه المخلوقة الجديدة على هذه الدنيا ستصدم بكمية الاضطهاد الذي ستواجهه في هذا العالم العربي الذي ينظر إليها كنصف كائن.
أنصحك وأنت في طريقك إلى البيت أن تقوم بوأدها أيضا، لأنك لا إردايا ستقوم بوأد أحلامها واحدا بعد الآخر، وأنت نفسك من ستحرمها من حقها في القيادة أسوة بالمملكة العربية السعودية، فأنت ترى أن الإسلام الحقيقي هو المطبق هناك، نعم يجب أن تحزن عندما تنجب لك زوجتك الابنة الأولى لأنك ستظلمها طالما حييت أنت أيها الرجل العربي.
نعم تطورنا قليلا، وهناك من وصلن إلى مراكز عليا من النساء، ولكن على ما يبدو أنكم نسيتم كمية الحروب التي تتعرض لها كل امرأة للوصول إلى أي منصب، نبدأ بالمهمات الرسمية وتمثيل البلد فهي محتكرة للرجال تقريبا، فوجود سفيرة أو وزيرة يكون بشكل مقنن، رغم أمل ورغبة نساء عديدات في تمثيل بلدهن خارج أوطانهن، وتشجيع ذويهن لهن إلا أن هذا الحق يسقط عمدا، ليذهب لأكثر موظف لديه واسطة بينما هي المجتهدة ذات التقديرات الممتازة “تركن على جنب” إلى أن يتعفن طموحها.
لا يكفي وجود 4 نائبات وقلة من الوزيرات، فليست تلك هي العدالة، ولا يكفي ترقية العدد القليل من النساء لأن الرجال أحق منهن بذلك؛ حتى إن كانوا أقل كفاءة.
ولا يكفي… لأن هذا المجتمع مازال في طور تقبل المرأة الطموحة وكأنها في حالة عري لاسيما حينما تكون إنسانة مهمة وليست في حالة قوة وطموح، فيتم تكميم مطالبها الوظيفية من قبل مسؤول جائر، ويتم تقليص حقوقها في البيت بسبب رجل يظن أنه قوام عليها، وليس عليها سوى تقديم فروض الطاعة، ويتم إخماد مطالبها ليوم غير معلوم.
نعم أيها الأب عندما حزنت لأنها أنجبت لك ابنة كنت محقا! هل تعلم لماذا؟ لأنك ظلمتها حينما جعلت منها مجرد تكملة عدد لعائلتك، وجعلت منها شماعة لهمومك، وأخيرا اعتبرتها خيرة لا يمكنك الاعتراض عليها، فهي في نظرك ابتلاء والمضحك المبكي أن أمها تواسيك على ما ابتلاك… تلك هي لعنة أن تولد أنثى، فالكل سيتحكم بمصيرها إلا هي.
قفلة:
شكرا لجميع من آمن بالمرأة يوما ودافع عنها لأنك تقوم بمهمة جبارة، وشكرا لأبي الذي أعطاني حق التعبير، وشكرا لكل النساء اللاتي حاربن حتى وصلن إلى أعلى المراكز اليوم، وأخيرا شكرا لكل أب وأخ وزوج عامل المرأة كمخلوق كامل يستحق الاحترام.
أضف تعليق