في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالبحث عن العقيد الهارب معمر القذافي، ينشغل الليبيون في البحث عن الاخبار والمواقف الساخرة التي لطالما عرف بها العقيد السابق.
ويعيد الليبيون منذ سقوط العاصمة طرابلس في ايدي الثوار في 23 اغسطس وفرار القذافي منها، انتاج هذه المواقف واحيانا المبالغة فيها، مستيعدين عبرها اكثر من اربعة عقود حكم خلالها القذافي البلاد بيد من حديد.
وتكثر الحوادث الغريبة التي يتناقلها الليبيون عن معمر القذافي، ويتذكر هؤلاء خصوصا الصورة التي كانت تحتل شاشة القنوات الرسمية حين يغضب القذافي من برنامج ما او من فقرة مرت خلال بث نشرة الاخبار.
ويشير سكان العاصمة خصوصا الى ان بث القنوات الرسمية كان يتوقف حين يشعر القذافي بالغضب فتبرز على الشاشة صورة كاريكاتورية رسمها الفنان محمد الزواوي، وهي عبارة عن حذاء.
ويبقى الحذاء سيد الشاشة لساعات، ويعود البث الى طبيعته حين يقرر القذافي ذلك، علما ان العقيد الليبي كان يتحكم بهذا الامر من مقره في باب العزيزية، الذي تحول اليوم الى ما يشبه المقصد السياحي.
واثناء احتلال الحذاء للشاشة، يستمر الموظفون في القنوات الرسمية بعملهم الاعتيادي، ويتواصل بث البرامج وتقديم نشرات الاخبار خشية ان يعود البث في اية لحظة من دون سابق انذار.
وفي حادثة اخرى اشتكت طرابلس في احدى المراحل من كثرة انتشار النفايات في شوارعها.
وقام القذافي في يوم ممطر وعاصف باصطحاب رئيس البلدية بشير حميدة في جولة بالمدينة الساحلية، وجعله يجمع عن الارض صناديق النفايات التي تبعثرت محتوياتها جراء الرياح، ثم طلب منه ان ينقل مكتبه الى مكان يقع فوق مكب للنفايات.
وغالبا ما كان القذافي يستمتع لدقائق بهتاف انصاره له قبل القاء خطاباته الحية التي كانت تستمر احيانا لساعات طويلة.
ويقول انيس الوخي “20 عاما” ان “احد خطابات القذافي بدا في احدى المرات بهتاف الجالسين في الصف الامامي له، فما كان من معمر الا ان حيا هؤلاء وطلب منهم السكوت حتى يبدا بالكلام”.
ويضيف ان “هؤلاء لم يفهموا عليه، وظلوا يصفقون له كلما حاول الكلام، فما كان منه الا ان تناول كوبا امامه ورشق المصفقين له بالماء داخله، ثم بدأ خطابه وكأن شيئا لم يحدث”.
ويتذكر احدهم ان القذافي “مر في طرابلس ووجد ان الزرع يابس، فبادر الى سؤال رئيس البلدية آنذاك “عز الدين الهنشيري” عن سبب ذلك، فرد على سؤاله بالقول ان هناك نقصا في الماء”.
ويضيف ان القذافي “حمل بعد ان سمع الجواب خرطوما وافرغ الماء منه في وجه الهنشيري قائلا له: هل ترى ماء الآن؟”.
ويتذكر محمد فرحات “23 عاما” كيف انه وصلت الى مسامع القذافي قبل فترة وجيزة من اندلاع الثورة في منتصف فبراير ان الناس يشكون من قلة المساكن، فطلب ممن لا يملك منزلا ان يختار اي مسكن يريد وان يسكن فيه.
وتوجه الآلاف عندها الى ابنية لا تزال قيد الانشاء، واحتلوا مساكن فيها هي ملك لاناس آخرين، فما كان من قوات الشرطة الا ان توجهت الى هذه المساكن واشتبكت مع الناس هناك حتى تخليهم منها بالقوة.
ولا تقتصر هذه المواقف على الليبيين، اذ ان عددا من الزعماء الاجانب نالوا نصيبهم منها ايضا.
ويقول مسؤول كبير سابق ان العقيد الليبي “قرر في احدى المرات ان يستقبل “الامين العام السابق للامم المتحدة” كوفي انان في سرت، مسقط راسه”.
ويضيف ان “انان الذي كان يريد الحديث مع القذافي عن امكانية تسليم “عبد الباسط” المقرحي “المدان في قضية لوكربي”، نقل في سيارة بقيت تدور به لساعات في منطقة واحدة، ثم وضع في خيمة”.
ويشير الى ان مساعدي القذافي “وضعوا خلف الخيمة جملا، وكانوا يستفزون هذا الجمل طوال الليل حتى يصرخ بصوت عال، وعندها يسال انان المحيطين به ان كان ما يسمعه زئير اسد، فيجيبوه: كلا انه جمل”.
وفي حادثة اخرى جلس القذافي ومساعدوه في مقابل الرئيس الرئيس الفرنسي جاك شيراك والوفد المرافق له في احدى خيم القذافي في ليبيا، وفي خضم النقاش طلب القذافي من رئيس جهاز المراسم نوري المسماري ان يقوم بكنس التراب داخل الخيمة.
ويذكر المسؤول الليبي ان “هذا الامر استمر لوقت طويل، وجعل التراب يتطاير في كل مكان، وعندما كان رئيس الوزراء السابق شكري غانم يطلب من المسماري التوقف عما يفعله كان الاخير يتجاهل الطلب لأنه سبق ان تلقى الامر من القذافي ولا يمكنه التوقف حتى يطلب منه ذلك”.
كما رفض العقيد الهارب مصافحة وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس بعد ان ابقاها تنتظر لقاءه لست ساعات، ويروى ان القذافي كان يقدم لبعض ضيوفه الاجانب “تفاحة واحدة تتوسط طبقا، من دون شوكة او سكين”.
أضف تعليق