أقلامهم

علي المسعودي يتحدث عن نجاح صحيفتي “الآن” وسبر الالكترونيتين.. وتراجع الإعلام الديني بشكله الحديث

كتب علي المسعودي مقالاً في جريدة “الكويتية” تحدث فيه عن نجاح تجربتي جريدتي “الآن” و “سبر” الالكترونيتين..اللتين يقف خلف إحداهما ليبرالي جهراوي بعيد النظر هو سعد بن طفلة وخلف الثانية ليبرالي «عرجاني» من المنطقة العاشرة هو الكاتب المذهل محمد الوشيحي.

وفي المقال أيضاً يستغرب المسعودي الغياب التام للإعلام الذي يمثل وجهة نظر الأقطاب الدينية والأحزاب المحافظة وأهل الدعوة.. فهو لا يدري إن كانوا يعرفون أن زمن إعلام الشريط المسموع أصبح من محتويات الكهوف، وأن المطوية الدعوية لم يعد لها الأثر الذي يحدثه البرودكاست، كما يتساءل:  لماذا لا تعمل إحياء التراث أو جمعية الإصلاح التي مات مشروعها الصحافي «المجتمع» على إصدار صحيفة إلكترونية تواكب الأحداث.. فهل ينقص الإخوان والسلف التمويل مثلا؟
المقال يستحق القراءة والتعليق لكم:

الآن.. سبر

علي المسعودي

مسؤولو الأقسام في الصحافة اليومية «الورقية» يعرفون تماما أولئك المحررين الذين يجلسون في زوايا صالة التحرير خلف شاشة الكمبيوتر بعيدا عن الأنظار، ثم يأتون بعد ساعة أو أقل بكمية مذهلة من الأخبار مصوغة صياغة جميلة أعلى من قدراتهم الأدبية، ولن يحتار المسؤول أو يستغرب لأنه يعرف مسبقا أن هذا المحرر «المتذاكي» لم يفعل أكثر من نسخ الأخبار التي تنشرها أولا فأولا صحيفتا «الآن وسبر» الإلكترونيتان، مع تغيير طفيف في كلمة أو كلمتين لإخفاء معالم السرقة. فبوجود هاتين الصحيفتين أصبح إصدار صحيفة ورقية لا يحتاج أكثر من.. محرر ومحلل، الأول ينسخ والثاني يصوغ.. وكفى الله الصحافيين شر متاعب المهنة.
ولم يكن بمستغرب على مثقف بعيد النظر ليبرالي جهراوي
«من العجمان» هو «سعد بن طفلة» الذي لم تتحمله وزارة الإعلام أن يقرأ مستقبل الإعلام الورقي ويقتحمه بجريدة ساخنة مثل «الآن»، تنقل الخبر في لحظته، ومباشرة من فم المسؤول إلى عين القارئ، ويجد فيها الكاتب تعليقات القراء وردودهم فورية.. ومن قبيل المصادفة لا أكثر أن تلحقها صحيفة «سبر» فيؤسسها ليبرالي «عرجاني» من المنطقة العاشرة هو الكاتب المذهل محمد الوشيحي، لترسخ حضورها القوي ونجاحها الجميل، وتعمل في جناح مختلف، وإن كان مساندا لفكرة انتقال الصحافة الورقية إلى إلكترونية.
نجح بن طفلة ونجح الوشيحي.. وأركز عليهما بصفتي متابعا مباشرا للصحيفتين، ولا أغفل تجارب أخرى حاضرة.. مثل كويت نيوز، وزوم التي تمثل توجه صحيفة الدار المعروف، وإعلاما آخر بشكل آخر مثل الشبكة الوطنية وغيرها.
وملاحظتي في هذا الجانب واستغرابي الكبير هو الغياب التام للإعلام الذي يمثل وجهة نظر الأقطاب الدينية والأحزاب المحافظة وأهل الدعوة.. فلا أدري إن كانوا يعرفون أن زمن إعلام الشريط المسموع أصبح من محتويات الكهوف، وأن المطوية الدعوية لم يعد لها الأثر الذي يحدثه البرودكاست، ولا أدري لماذا لا تعمل إحياء التراث أو جمعية الإصلاح التي مات مشروعها الصحافي «المجتمع» على إصدار صحيفة إلكترونية تواكب الأحداث.. فهل ينقص الإخوان والسلف التمويل مثلا؟
وألاحظ أن الإعلام الإسلامي بشكله الحديث غائب تماما، نائم جدا.. في ظل الهجوم الشرس الذي يواجهه الدعاة من إعلام يقف في مقدمته داهية مثل عثمان العمير، ينتظر فتوى غريبة فيروج لها، أو تصريح مدعي دعوة فيتلقفه، أو كلام شيخ مجتزأ فـ «يمنشت فيه»!!
وكما أن المحررين استغنوا منذ سنوات عن الورق والقلم، وأصبح شغلهم في برامج «النيوز برس والرابد براوزر» وأشباهها.. أظن أن القارئ سينسف الشكل المطروح الآن ويبدأ من جديد، وعلى من يركبون سيارات الفحم أن يبقوا مكانهم.. على الرف!