أقلامهم

قيس الأسطى تابع ما يجري على الساحة فتذكّر الفيلم العربي “يا عزيزي كلنا لصوص”.. فهل وصلت الرسالة؟

يا عزيزي كلنا لصوص
قيس الأسطى
بعض الأفلام، عربية كانت أم أجنبية، لا تمحى من الذاكرة، ولا يطويها النسيان، ومن هذه الأفلام، فيلم كان للراحل الكبير الكاتب إحسان عبدالقدوس بعنوان «يا عزيزي كلنا لصوص».
البطولة كانت لمحمود عبدالعزيز وليلى علوي والإخراج ليحيى أحمد.
تذكرت الفيلم وأنا أتابع ما يجري هنا وهناك، فمن يقرأ الصحف ويشاهد الفضائيات يخرج بانطباع أن قصة هذا الفيلم عابرة للأزمان والأوقات والطوائف والقبائل.
هذا الفيلم يتحدث عن انحدار القيم والأخلاق، وهي حالة منتشرة كثيرا هذه الأيام. «الفاجر يأكل مال التاجر»، ومن قبض الشيكات يتهم الناس «بأنهم قبيضة»، ومن عين بالدجل والنصب ناخبيه يتحدث عن الإصلاح، ومن غُيّر تخصيص مجمعاته السكنية من سكني إلى استثماري ورفعوا قيمة المتر في أراضيه بواقع 90 دينارا كويتيا يتكلم عن حرمة المال العام.
«فات رمضان بشعبان» كما يقول الأهل في لبنان وبتنا نسمع ونشاهد، لا نعلم أنبكي أم نضحك؟
نبكي الحالة التي وصل إليها البلد، فمدير عام الإطفاء يُعتدى عليه في مكتبه برعاية أعضاء مجلس أمة، وكأن البلد «سايب» وشخصيات تتحدث عن المال العام، وهي غارقة حتى أذنيها بالاعتداء على الناس.
لا يُفهم أننا ندافع عن الحكومة، فهي التي أوصلتنا إلى هذا الوضع بضعفها وعدم قدرتها على إدارة الأمور بالشكل الصحيح، ورحيلها أصبح مستحقاً.
لكننا نتحدث عن الطرف الآخر من المعادلة، وهو مجلس الأمة، الذي شارك في صنع هذه الأزمة السياسية والأخلاقية التي نعيشها.
شيوخ المعارضة بدورهم ليسوا أفضل حالا، فهم الذين يمولون مشاريع الانقسام من خلال صراعات شخصية على مقاسم السلطة، ناسين أو متناسين حكما امتد لأكثر من ثلاثمائة عام.
نعم أيام صعبة، وعزاؤنا أفلام قديمة نشاهدها لتبعد عنا الضجر، لكني لا أعلم فعلا لماذا تذكرت الفيلم العربي «يا عزيزي كلنا لصوص»؟
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.