أقلامهم

العوضي موضحاً مشكلة المناهج الدراسية: المسألة علمية لا دخل لها في الشأن السياسي ولا الصراع المقيت الذي أفسد الأجواء ولوث النفوس

د. محمد العوضي
المناهج ولعنة الطائفية!
انهالت الطلبات على حسابي «تويتر» تحملني مسؤولية الكتابة عن التلاعب في مناهج التربية الاسلامية وما أثير حولها من شبهات تقتضي إهمال مكانة الصحابة رضي الله عنهم.
وعند البحث والسؤال مع بعض موجهي مناهج التعليم الديني في وزارة التربية اكتشفت أصل المشكلة وعلمت ان التوضيح يزيل اللبس ويخرج المسألة من دائرة سوء النية الى مسألة منهجية.
الأزمة ترجع الى كتاب الصف السابع الجزء الأول ويفهم الموضوع اذا عرفنا ان حال كتب التربية الاسلامية كحال المناهج الاخرى كلها تخضع للمراجعة والتطوير كل سنتين.
وتم تشكيل لجنة قبل الطبعة الجديدة محايدة خارجية لأن مادة التربية الاسلامية حساسة، فجاءت اللجنة من غير المؤلفين ومن غير المراجعين (لجنة تحكيم) الكتب المطورة لمادة التربية الاسلامية.
ولعل التوتر يزول اذا علمنا ان اعضاء اللجنة هم: الدكتور مبارك الهاجري عميد كلية الشريعة (رئيسا)، وعضوية كل من د. محمد الطبطبائي (كلية الشريعة)، د. عبد العزيز المطوع (كلية الشريعة). ود. سعد العتيبي من ادارة المناهج بالوزارة، ثم التحق بهم د. خالد شجاع (كلية الشريعة).
وقد تمت مراجعة جميع المراحل من الصف الاول الى الصف الثاني عشر وأعطوا بعض الملحوظات العلمية والتربوية.
ورأت اللجنة في تقريرها ان موضوع الحديث في الدرس الاول والذي ينص «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» ورد في درس عن الملائكة وأعمالهم، وان هناك حديثا آخر في النهي عن سب الصحابة والحض على إعلاء مكانتهم في باب آخر وهو: «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه»، فاكتفت اللجنة بحديث النهي «الثاني» عن حديث «اللعن» الاول، من باب مراعاة سن التلقي لاسيما ان الكتاب للمرحلة المتوسطة، فالنهي العام عن السب وذكر فضائل الصحابة أنسب لهم من حديث اللعن، ويكون الهدف قد تحقق.
فالمسألة لا دخل لها في الشأن السياسي ولا الصراع المقيت الذي أفسد الأجواء ولوث النفوس وزرع الكراهية حتى بين الجيل الغض الطري المسكين الذي يرث مساوئ الكبار.