عربي وعالمي

عرض وتحليل «فيديو»
صحيفة بريطانية: ماحدث بمصر «حرب على الصليب»

مقتل مجموعة من المتظاهرين الاقباط في الاحتجاجات التي شهدتها مصر ليلة الأحد الماضي ما زال يشغل صفحات الجرائد البريطانية التي تتناول هذا الحدث بصورة تظهر معاناة واضهاد للأقباط في مصر.


“حرب الإسلام على الصليب”، كان هذا هو العنوان الذي اختاره الكاتب كون كولين لمقاله على صحيفة الدايلي تيلغراف.


يرى الكاتب أن الهجمات التي استهدفت الأقباط “تهدد انتقال البلاد من الحكم العسكري إلى الديمقراطية”.


ويضيف أن “أقباط مصر البالغ عددهم ثمانية ملايين يقولون إنهم أصحاب أقدم عقيدة أصلية حية في البلاد، لكن هذا لم يجنبهم فترات طويلة من الاضطهاد”.


ويتابع قائلا “إن الوسائل المتبعة لاضطهاد الاقباط في العصر الحالي ربما لا تكون بمثل تلك البدائية (التي كانت في عصور سابقة)، لكن تأثيرها النهائي ليس أقل بربرية”.


ويشير الكاتب في هذا الصدد إلى أن “التقارير أشارت إلى أن العديد من الأقباط قد سحقوا حتى الموت بالمركبات العسكرية ليل الأحد الماضي”.


ويرسم صورة لما حدث قائلا إن تلك المركبات “اندفعت صوب مجموعة من المتظاهرين بينما كانوا يرردون تراتيل دينية ويرفعون الصليب عاليا”.


ولكن ما يذكره هذا الكاتب هل يتسق مع ما فجره أكبر شخصية دينية مسيحية في أسوان الأنبا هيدرا أسقف أسوان من مفاجأة مدوية حول أزمة كنيسة قرية المريناب بإدفو، والتي أشعلت أحداث ماسبيرو يوم الأحد الماضي والتي راح ضحيتها 25 شخصا، بعدما أثير عن قيام المسلمين بهدمها وإنزال الصليب من فوقها؟.


الأنبا هيدرا قال في حوار مع قناة “الكرمة” القبطية: “من الأساس لم يكن هناك صليب على الكنيسة ولم تكن انتهت بعد”. وأضاف أن “المسلمين لم يتعرضوا أبدا للأقباط خلال بناء الكنيسة، وما أثير حول قيامهم بهدمها وإجبار المسيحيين على إنزال الصليب من فوقها ليس صحيحا”.


وأكد الأنبا هيدرا أن “قرية المريناب نفسها ليس بها أية مظاهر للفتنة الطائفية”.


وما مدى صحة ما ذكره هذا الكاتب مقارنة مع ما عرضه مؤتمر صحافي للمجلس العسكري الذي يتولى إدارة شؤون البلاد في مصر، من لقطات فيديو وصور توضح خلفيات أحداث ماسبيرو ومحاولات اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون؟.


 اللقطات تضمنت تحريضاً على القتل وتهديدات من أقباط- أحدهم قسيس- جاء فيها: “إنها ستكون مسيرة لم ترها مصر من قبل، وإنه سيتم الدخول لمبنى ماسبيرو، وإن المسيرة ستتم بمشاركة عدد من الأحزاب الليبرالية وحركة 6 ابريل”،


وفي الفيديو هدد القسيس- مشيرا إلى محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد- “المحافظ لو مقدمش استقالته قبل 48 ساعة هيموت موتة شنيعة”.. ثم هدد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقوله: “المحافظ يقدم استقالتة ويتقبض على الجناة والكنيسة تتبني.. والمشير في إيده يعمل كده، ولو معملش كده هو عارف أيه اللي ممكن يحصل”.


وعلق ردا على قول محافظ أسوان بأن مبنى قرية المريناب لم يكن كنيسة “المحافظ ده كذاب.. ييجي يواجهني وأنا أديله باللي في رجلي. ده كداب وأحط أصابعي في عينيه. هو الماضي على القرار ومعانا ورق.. والمشير قاعد على الكرسي وعارف دي كنيسة.. يبنيها أحسن. بأقول للمشير حل المشكلة بسرعة أحسن”.


وإزاء كل ما يثار فقد شدد المجلس العسكري على أن الجيش لم يستخدم السلاح، ولو استخدمه لكانت النتائج كارثية، متهما بعض القوى والجهات بالعمل على نشر الفوضى وانهيار الدولة من خلال التشكيك في قيادة البلاد والقضاء.


وقال إنه يتعامل مع الشعب دون تمييز، وأن الأقباط جزء من المجتمع المصري، مجددا التزامه بنقل السلطة إلى المدنيين في مصر، ومشددا على تساوي المصريين في الحقوق والواجبات لا فرق بين دين أو لون أو طائفة.


 


لمشاهدة الفيديو اتبع الرابط التالي:


https://www.youtube.com/watch?v=pG7331E8HFI