أقلامهم

مرزوق الفليج: كتلة الوطني تريد اللعب بجميع الاوراق فاذا حقق الاستجواب نتائج فهي معه وأن لم يحقق فهي على عهدها مع الحكومة والمبررات كثيرة

في مقالة سابقة بعنوان (لا يصلح عطار التحالف الوطني ما افسدته المصالح والصفقات) ذكرت ان جميع الاستجوابات السابقة لرئيس مجلس الوزراء على قوتها وعظم القضايا المطروحة فيها ولعل اقواها ضرب اعضاء مجلس الامة في ديوان الحربش، جميعها كانت تفشل سياسياً تحت قبة عبدالله السالم مع قوتها في الشارع السياسي والسبب يعود الى ان الحكومة تملك اغلبية النواب ومن هذه الاغلبية كان التحالف الوطني الذي كان في اشد حالاته وضوحاً في استجواب الشيخ احمد الفهد وبعدها كثرت العطايا والصفقات والامتيازات.
ودخول كتلة العمل الوطني اليوم ممثلة بالتحالف الوطني وغيره من التكتلات الليبرالية في بدايات اثارة قضية الايداعات المليونية ومشاركتها في تجمعات ساحة الارادة اوجد انطباعاً ان الاستجواب المزمع تقديمه عن هذه القضية ممكن ان يحقق النجاح خاصة ان القضية تتعلق بفساد المؤسسة التشريعية والطعن في القطاع المصرفي واستمرت تجمعات ساحة الارادة والتصريحات النارية من جميع الكتل باستثناء كتلة العمل الوطني التي كانت تتعامل مع ملف استجواب الايداعات المليونية برؤية ضبابية فلا التصريحات مباشرة ولا الآراء واضحة وبعدما كثر الكلام قررت كتلة العمل الوطني ان تعقد لقاء جماهيرياً لتوضيح موقفها من الاستجواب.
وتم اللقاء ولم يقدم اللقاء أي رؤية واضحة بل زاد من غموض كتلة العمل الوطني بل أبعد من هذا اثار اللقاء الشك في موقف الكتلة وأبعد المتشائمين قال ان كتلة العمل الوطني تستخدم النيران الصديقة ضد تجمع نهج يضم كتلة العمل الشعبي وكتلة التنمية والمستقلين ففي اللقاء الذي اقامته الكتلة قدمت اربعة آراء فهي مع الاستجواب الى ابعد مدى وهي مع الاستجواب من حيث المبدأ وهي مع المطالبة بحل مجلس الامة بالاضافة الى رأي النائب العنجري الذي قال ان قرار المشاركة بالاستجواب في كتلة العمل الوطني اتخذ بالاجماع.
من نصدق.. وأي قرار تبنت كتلة العمل الوطني ولم تقف الكتلة عند هذا الحد بل بالغت بإطلاق النيران الصديقة ضد بعض الاعضاء المؤيدين للاستجواب واتهمت بعضهم بذممهم المالية بطريق غير مباشر… هذا التصرف أثار في ذهن المتابعين علامة استفهام كبيرة عن هذه التصرفات من قبل الكتلة وأنا لا اجد لها الا واحداً من اربعة تفسيرات وهي:
أولاً: ان الكتلة تريد اللعب بجميع الاوراق فاذا حقق الاستجواب نتائج فهي معه وأن لم يحقق فهي على عهدها مع الحكومة والمبررات كثيرة منها لم يشاورنا احد بالاستجواب ومنها الاستجواب فئوي ومنها ننظر للمصلحة العامة وغيرها فهي بالنهاية كاسبة سواء من الحكومة او من الشارع السياسي.
ثانياً: ان الكتلة تلعب لعبة خطيرة وهي ضرب الاستجواب من الداخل فهي تشارك لتضعف الاستجواب عن طريق الدعوة لحل المجلس حتى لا يتم الاستجواب وربما تذهب الى المطالبة بتحويله للجنة التشريعية او الى المحكمة الدستورية وربما تطالب بأن يكون الاستجواب بجلسة سرية وغيرها من الاساليب التي سوف تبينها لنا الايام القادمة.
ثالثاً: ربما تكون الكتلة صادقة في بداية طرح موضوع استجواب الايداعات المليونية ومارست دورها السياسي ولكن تغيرت الموازين بصفقة سياسية وهذا مو جديد على الكتلة.
رابعاً: ربما الحرج السياسي وقوة القضية المطروحة ومحاولة اعادة سمعة الكتلة خاصة انها ربما تكون من المستفيدين من العطايا الحكومية وإبعاد الشبهة عنها ربما هذه الاسباب هي التي جعلت الكتلة تتخذ هذا الموقف الضبابي.
أياً كان التحليل فإن كتلة العمل الوطني مطالبة برؤية واضحة وشفافة مع هذه القضية والبلد لم يعد يتحمل مزيداً من اللعب السياسي فقد وصل الخلل الى المؤسسة التشريعية والآراء المتذبذبة هي آراء شريكة في هذه الفوضى السياسية ويجب على كتلة العمل الوطني والتي تحمل ارثاً سياسياً ووطنياً كبيراً ان تراجع نفسها وتعيد ترتيب أوراقها وتترفع عن المصالح الآنية وتفكر بمستقبل البلد.