أقلامهم

د.وائل الحساوي يعتذر للشيخ أحمد صباح السالم ويرى أن الأزمات التي نمر بها هي نتاج اختيارنا لعناصر مشوهة تمثلنا في البرلمان


التغيير بأيدينا


د. وائل الحساوي


أعتذر للشيخ أحمد صباح السالم – حفظه الله – ان ذكرت بأنه طالب برئيس وزراء شعبي في مقابلاته حيث تبين لي بأنه لم يسبق ان ذكر هذا الكلام أو طالب به.
عودة الى أوضاعنا السياسية المتأزمة، فإن الناظر الى الواقع اليوم يدرك بأنه لا يمكن الاستمرار في المسار الخاطئ نفسه الذي سرنا عليه سنوات عدة، وواضح بأن غضبة الشارع الكويتي قد وصلت الى مرحلة لا يمكن ان يتنازل فيها عن فرض التغيير وإصلاح ما انفتح من جروح، فقد توالت النكسات في الآونة الأخيرة بطريقة غير مسبوقة من رشاوى النواب الى التظاهرات والاعتصامات الى تهريب الديزل الى غسيل الأموال التي كشفت «الراي» بعضا منها – الى تنافر شديد بين النواب، وبينهم وبين الحكومة الى فقدان الناس الثقة في كل شيء.
لو كنت مكان القيادة السياسية لأخذت البادرة في التغيير بدلا من انتظار ما ستؤول اليه الأمور فذلك يعطي الشعب الثقة في قيادته كما انه يخفف من حدة الغضب الشعبي.
واسمحوا لي ان أقول بأننا كشعب نتحمل الجزء الأكبر من اللوم على ما يحدث لنا من مشاكل فنحن من اختار تلك الشخصيات المشوهة ليمثلونا في المجلس إما بسبب القبلية أو الطائفية أو الحزبية أو بسبب الرشوة أو تخليص المعاملات، ولا عذر لنا بالقول اننا لم نكن نعرف عن نوابنا شيئا وكنا نحسن الظن بهم، فهذا الكلام لا ينطلي على عاقل لاسيما هؤلاء المرتشين الذين فازوا العديد من المرات ورفعناهم على رؤوسنا في كل فوز ونحن نردد قول الشاعر:
إنما أنا امرؤ من غزية إن
غزت غزوت وإن ترشد غزية أرشد
وحتى عندما وقعت الفأس بالرأس وانكشف هؤلاء المرتشون بادر الكثيرون منا للتغطية عليهم عن طريق خلط الأوراق والتشهير بالأمناء من النواب لكي يضيع الأبرار بجريمة الفجار، كما امتلأت مواقعنا الالكترونية بآلاف الاتهامات والإشاعات والنقولات التي ساهمت في تيئيس الناس من إمكانية الاصلاح وقادتهم الى السخط على كل شيء، بل واستجبنا لكل من يسعى للنفخ في روح التفرقة والتمييز في مجتمعنا ويعزف على أوتار نشاز، وكلما دعانا داع الى التجمهر والشتم استجبنا له دون تمييز.
وإذا كنا متأكدين بأن قيادتنا السياسية قد عودتنا الاستجابة لمطالب شعبها وتحقيق تطلعاته فهل سيعلن الشعب توبته من اختيار العناصر السيئة ليمثلوه في المجلس أم سنعود الى ما كنا عليه وسنشهد المزيد من التردي والتدهور؟! وهل سندرك بأن العزف على أوتار الجاهلية من طائفية وقبلية وحزبية مهما كان مذاقها جميلا لكنها تحمل في باطنها الدمار لنا ولبلدنا، وان قوتنا في وحدتنا وتماسك صفنا؟!
ان الحل ليس بتلك السهولة ولكنه يحتاج الى تربية متكاملة على ذلك المنهج لاسيما بين النشء الذي هو الأمل، وللأسف ان التنافس السياسي القائم اليوم هو أحد أهم الأدوات التي تهدم هذا المنهج وتشعل جمرة الصراع في المجتمع والتي امتدت الى طلبة المدارس الصغار لتصيغ عقولهم في اتجاه التنافر والكراهية والتشرذم.