أقلامهم

أحمد الجارالله يجدد هجومه على من يسميهم بالنواب المفلسين الذي يطرحون خصامهم الشخصي مع رئيس الوزراء ويقول إن هؤلاء روائحهم بدأت تزكم الأنوف

روائح نواب تزكم الأنوف!


أحمد الجارالله


أكثر ما يثير الأسى في النفس تلك الحال التي وصل اليها بعض النواب المفلسين سياسيا وشعبياً, ولم يعد لديهم ما يطرحونه إلا المكابرة في خصامهم الذي حولوه شخصيا مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد, ودأبوا على جعل الحبة قبة في كل أمر وتحميل المسؤولية عنها لسموه, على أمل أن يعيدوا إلى رصيدهم بعض”الفكة” الانتخابية تمكنهم ربما من حجز مكان في مجلس الامة مستقبلا, لاسيما أن الناس كشفتهم على حقيقتهم ولم تعد تلقي لهم بالا, بل ان هؤلاء اصيبوا بالهستيريا بعد آخر مسرحية من مسرحيات تجمعاتهم حين رأوا حجمهم السياسي شعبيا على حقيقته, ورغم ذلك لم يغيروا سلوكهم الانتحاري هذا ما يعني أن لا خوف من جعجعتهم التي لن تطعمهم خبزا سياسيا وانتخابيا.
سمو رئيس مجلس الوزراء, الذي يعمل على تنفيذ برنامج الحكومة من دون اي ضجيج وبدأب, لا يشغل باله كثيرا بهؤلاء وبما يثيرونه من غبار, لأنه يعلم ان بناء الاوطان لا يكون بالمماحكة مع قلة غير قادرة على الحفاظ على شرعية تمثيلها جماهيريا ولا تملك غير الكيدية اسلوبا في التعامل, ولذلك فإن قطار العمل التنموي الذي يقوده سمو الشيخ ناصر المحمد يسير بأقصى سرعة, ولن يوقفه بعض الدخان المنبعث من هشيم الاوهام الدونكيشوتية التي تغلي في مراجل ديكتاتورية الاقلية النيابية المعتادة الابتزاز السياسي الذي عفى عليه الزمن منذ ان وضعت الامور الدستورية في نصابها الصحيح وحددت السلطة التنفيذية الاطر الصحيحة للعلاقة بينها وبين مجلس الامة.
حاول نواب “الشوارع والساحات” هؤلاء استخدام كل اساليب الابتزاز, وعمدوا الى تشويه الحقوق الدستورية الممنوحة لممثلي الشعب عبر سلسلة الاستجوابات المبنية على الشخصانية والكيدية, او إثارة قضايا غير واقعية كالإيداعات المليونية التي حتى الآن لم يعرف حقيقتها وحجمها ولم يبت القضاء فيها وغيرها من المزاعم, لكنهم لم يصلوا الى اي مكان, بل ان اوهامهم صورتهم قضاة الوطنية الذين يصدرون الاحكام التي يريدون على من يشاؤون, فمن كان معهم نجا من الادانة ومن عارضهم اما اصبح انبطاحيا وإما “قبيضا” وإما عدوا للشعب, وراحوا ينصبون المشانق لهذا وذاك, وتناسوا ان الناس ينظرون اليهم بواقعية, ولا يرونهم إلا في قفص الادانة, كما انهم يبحثون بين سطور خطبهم عن خفايا خطاياهم التي يحاولون حرف الانظار عنها بتوجيه الاتهامات إلى الآخرين.
حاولت, ولا تزال تحاول, هذه الاقلية خطف البلاد وتعطيل المؤسسات مستغلة الحرية التي منحتهم فرصة قول ما يريدون, وهو الحق نفسه للآخرين ايضا الذي يحاولون مصادرته بالصوت العالي, ما يعني ان هؤلاء يعانون من ازمة تضخم “الأنا” التي جعلتهم يرون انفسهم اكبر من الآخرين ولم يدركوا ان تضخم “الأنا” هذا يجعل صاحبه مجرد بالون, وبالتالي فهو عرضة للتنفيس دائما, لأن البالونات مهما كبرت وتوهمت القوة في نفسها يبقى الدبوس اقوى.
يبدو أن أوان تنفيسهم قد حان, وبات علينا أن نسد أنوفنا عن رائحة فضائحهم التي تزكم