أقلامهم

خليفة الخرافي عن جريمة إهمال استاد جابر الرياضي: من أمن العقوبة أساء الأدب

جريمة إهمال استاد جابر الرياضي


خليفة مساعد الخرافي


«من أمن العقوبة أساء الأدب»، والقيادي المسؤول الذي لم يجد من يحاسبه سيتمادى في الفساد. ذهلت وصعقت حين وصلتني معلومات عن مدى الاستهتار والتهاون واللامبالاة التي حولت استاداً رياضياً دولياً أعجب به خبراء دوليون مختصون يمثلون «الفيفا» وكتبوا تقارير تشيد بإنجاز استاد جابر، إلا أنه للأسف الشديد الجهة المعنية في الهيئة العامة للشباب والرياضة لم تقم بدورها على أكمل وجه، وهو عمل الصيانة الدورية واليومية للاستاد، فأهملوا صيانته مما أدى إلى عدم جهوزيته لاستقبال البطولات الدولية والإقليمية والمحلية. فهل يعقل أن يتم إيقاف أعمال الصيانة الدورية منذ سنة في استاد جابر؟ هل يعقل عدم تجديد عقود الصيانة والتقارير جميعها تؤكد العديد من المشكلات بسبب الإهمال في الصيانة؟ فالهيئة قصرت كثيراً بعدم تجديد عقود الصيانة! هل يعقل ألا يتم تعيين عمال دائمين للتنظيف؟ هل يعقل أن الأعطال الإلكترونية الكثيرة لا يوجد فنيون لإصلاحها؟ هل يعقل أن يتم إيقاف جميع الأعمال التي كان يقوم بها الفريقان الفني والإداري السابقان، وقد أدى ذلك الإيقاف إلى تعطيل الصيانة الدورية وبدوره إلى تردي الأوضاع سوءاً؟ هل يعقل ألا توجد جهة فنية وإدارة معنية للإشراف على جهوزية استاد جابر وهو صرح رياضي كبير ليس من السهل إدارته لإقامة مباريات دولية بحضور جماهيري كبير؟
تدخُّل الهيئة وضغوطها لاختيار مقاولين من الباطن لبعض الأعمال المهمة أثرا سلباً في إنجاز بعض المرافق، فظهرت بشكل سيئ. هل يعقل أن أرضية ملعب استاد جابر غير صالحة لإقامة المباريات بسبب تدخل متنفذ في الهيئة أصر على مقاول من الباطن لم يتمكن من إنجازه على أكمل وجه، ولتخبطهم لم يتمكنوا من إصلاحه منذ شهر أكتوبر الماضي؟
كيف يصرحون في الإعلام بأن استاد جابر صالح وأنه جاهز للمباريات الدولية، ونفاجأ بعدم إقامة المباراة السابقة عليه بين الكويت وكوريا؟
أشاد قيادي الهيئة بالجهد المشكور والطيب من الشركة المنفذة لاستاد جابر لتقديمها خدمات كثيرة مجانية بعد انتهاء عقد الصيانة من باب المساعدة. هل يعقل أن الحكومة لم تهتم بمتابعة أحوال الاستاد؟ وأين الإعلام من تسليط الضوء على هذا التقصير، بينما الإعلام كان يشيل ويشدخ في الإدارة الحالية؟ هل يعقل أن الحكومة رصدت 4 ملايين دينار لتعديل وإصلاح جميع الأخطاء، إلا أنه لم يتم التعديل بسبب الإهمال والتجاهل، مما أدى إلى سحب وإعادة المبلغ لخزينة وزارة المالية؟ هل يعقل أن كثيراً من الشركات قدمت شكاوى لدى لجنة المناقصات عن تلاعب البعض من إدارة الهيئة السابقة بمناقصات هذه المشاريع؟ هل يعقل ألا توجد أجهزة اتصالات داخل الاستاد؟ هل يعقل أن – أجاركم الله – حمامات استاد جابر والخدمات الأخرى لا يوجد في خزاناتها ماء؟ هل يعقل ألا توجد مواقف كافية خارج استاد جابر مما أدى إلى حصول مشكلات مرورية كبيرة العام الماضي عند إقامة مباراة القادسية والفريق السوري؟


***
• هل يعقل أن صرحاً كبيراً ومفخرة كاستاد جابر ينتهي إلى هذا الوضع المزري؟ وهل يرجع السبب لأن مؤسساتنا الرياضية تدار كعزبة، لا بل نجد مزارعهم وإسطبلاتهم تدار أفضل من ذلك بكثير؟
• تحتاج إدارة استاد جابر إلى فرق وورش إدارية وفنية مختصة، لتتمكن من صيانته على مدار الساعة، وتكون لديها قدرة إدارية متطورة لتنظيم وإدارة المناسبات الرياضية على استاد بمستوى ومكانة استاد جابر، وأن يتم توفير جميع الإمكانات اللازمة لهم.
• في جلسة 2010/4/13 صوت أعضاء مجلس الأمة بالإجماع بتكليف ديوان المحاسبة لفحص ومراجعة ملف استاد جابر، وقام ديوان المحاسبة بإنجاز التقرير وإرساله إلى مجلس الأمة في 2010/9/8، وما زال التقرير إلى يومنا هذا مدرجاً على أعمال مجلس الأمة لأكثر من سنة مع «مائة وخمسين قانوناً وطلباً واقتراحاً»، وتبين بعد فحص ومراجعة ديوان المحاسبة أن المقاول لا يتحمل التعطيل أو زيادة التكاليف، حيث إن المتسبب فيهما هما التصميم الخاطئ وتخبط الهيئة اللذان تطلبا «16 أمراً تغييرياً» بلغت تكلفتها %10 من قيمة العقد الذي يبلغ 55 مليون دينار وربع المليون، وهو سعر المقاول الفائز بالمناقصة لإنشاء استاد جابر.
أتمنى اطلاعكم على تقرير ديوان المحاسبة المتعلق باستاد جابر، حيث أشار إلى أن المتسبب في تعطيل وتأخير إنجاز المشروع وزيادة تكلفته هما التصميم الخاطئ وتخبط قيادي الهيئة.


خليفة مساعد الخرافي