أقلامهم

مقال ساخن
أحمد الخطيب: حذار من اللعب بالدستور.. ومن العودة إلى نظام المشيخة

كتب النائب السابق د.أحمد الخطيب مقالاً في جريدة القبس أطلق من خلاله تحذيراً من اللعب بالدستور، مؤكداً في الوقت ذاته أن العودة إلى نظام المشيخة انتحار، لأنها ستوفر الظروف الموضوعية لوصول الربيع العربي إلى الكويت، ودعا إلى تحرك شبابي لسد أي ثغرة ممكن أن يستغلها أعداء الديموقراطية.. المقا يستحق القراءة والتعليق لكم:


حذار من إلغائه بالتعديل


الدستور هو الضامن لديموقراطيتنا ومستقبلنا


د. أحمد الخطيب


ذكرتُ في مقالة سابقة أن أهمية دستور 62 في تطبيقه الصحيح، لأنه المَخرج الوحيد لأزمتنا الراهنة، فالمادة السادسة من الدستور هي الضمان الوحيد لإحداث تغيير سلس، يحمينا من الزلزال الذي يهز منطقتنا العربية، وهذه المادة تعطي الشعب كل الصلاحيات.



فحقهم انتخاب أعضاء مجلس الأمة ممثلين لهم، وهم يقررون بقاء الحكومة أو عزلها، وهم كذلك الضمانة لاستقلال السلطة القضائية وحمايتها لتقوم بواجبها من دون أي تدخل، فهم الذين يبايعون الأمير الذي لا يمارس صلاحياته الدستورية حتى يقسم اليمين أمام مجلس الأمة الذي بايعه.



هكذا يجب أن يُفهم الدستور حتى يكون لزاماً على الجميع احترامه، وأي تفسير آخر أو تعديل يسلب أو حتى يقيّد من هذه الصلاحيات الشعبية هو إلغاء للدستور، لأن الدستور هو نهج وثقافة.



فالدساتير الصورية المزيفة لم تحم حسني مبارك، والقذافي، ولن تحمي بشار الأسد وعلي صالح.
فما يدور في بعض الكواليس من أن هناك استعدادات لانتخابات قادمة يحصل النظام فيها على أغلبية الثلثين لتعديل الدستور دستورياً، هو هرطقة ومسخرة، وهو إلغاء تام لحياتنا الدستورية، كما أنه مجرد أحلام لدى مستبدين وبطاقة فاسدة مفسدة ورافضة للمحاسبة، ومصرة على تدمير حاضرنا ومستقبلنا، تواقة مثلما كانت دائما إلى الثأر من عبدالله السالم، وممن ساعدوه على بناء المجد للكويت يوم عزت الكرامة عن شعوب كثيرة في محيطنا البائس.



ليعلم الجميع أن العودة إلى المشيخة هي انتحار، لأنها بكل بساطة ستوفر الظروف الموضوعية لوصول الربيع العربي إلى الكويت، ويخطئ من يعتقد بأن الربيع العربي سيغرق في بحر النفط الخليجي، لأن ربيع الكرامة هو السفينة الجبارة العابرة لكل المحيطات، كما نراه الآن بالعين المجردة.



المختبئون في كهوف الجاهلية لا يمكن أن يروا ذلك، وجهابذة ثقافة وأد البنات لا يمكن أن يصمدوا أمام التقدم العلمي المذهل، الذي يلف العالم، فالبعوضة لا يمكن أن توقف اندفاع قطار الكرامة.



الشعب هو مصدر كل السلطات، كما ينص عليه دستور 62، ومواده الواضحة تفصّل ذلك، وللشعب حقه في ممارسة كل وسائله الدستورية داخل المجلس وخارجه، فالإضرابات والاعتصامات والتظاهرات بوسائل سلمية، هي حق دستوري لا يجوز التنازل عنه، وعلى النظام أن يعلم جيدا أن أي قرار أو حتى قانون غير دستوري، لا يحق له أن يسلب الشعب حقه الدستوري في التحرك خارج المجلس.


حذار اللعب بالدستور
اللعب بالدستور هو انقلاب على حياتنا الديموقراطية.
نريد خيرات الربيع العربي تعمّنا جميعا، لأننا نحب بلدنا، نحب أمتنا واستقرارنا وعزتنا وكرامتنا.



وفي هذه المناسبة، فإنني أدعو الشباب وغيرهم ممن تحفّظ على المشاركة في بعض هذه التجمعات، أن يبادروا إلى التنادي للتحرك الشعبي ضمن المواصفات التي يرونها كفيلة بسد كل ثغرة ممكن أن يستغلها أعداء الديموقراطية لتشويه حق الشعب في حياة دستورية ديموقراطية، تنهي هذا العبث بمصير بلدنا العزيز.