أقلامهم

خليفة الخرافي يستشهد بقضية الميموني: من يراقب ما يحدث في الكويت يرَ وطننا ينتحر!

خليفة الخرافي 
أعداء الوطن
هل الخطب والكلمات الحاملة المعاني الطيبة والتي تنبه وتحذّر من ممارسات خطأ تكفي لأخذ سفينة الوطن إلى بر الأمان، أم أن أوضاعنا تحتاج إلى أفعال وليس أقوالاً؟ وهل أسلوب المعارضة الحالي بصراخها وشطحاتها وتخبطها وتقصيرها سيوصلنا إلى بر الأمان، أم من خلال معارضة واعية جادة قادرة على المبادرة بإنجاز مشاريع قوانين وتبني دراسات مقدمة من خبراء لإصلاح أوضاع البلد؟ 
هناك دراسات كثيرة قدمها خبراء لإصلاح جميع القطاعات في الدولة لم تجد من هو قادر على تطبيقها أو تبنيها لا من السلطة ولا من نواب المعارضة، وخير مثال خطة التنمية التي تمت الموافقة عليها بالإجماع – حكومة ونواباً – ما زالت متعثرة وشابهها بالتعثر قانون الخصخصة، الذي تحمس بإقراره وبقوة النائب أحمد السعدون.
نحتاج إلى ثورة إصلاحية إدارية وسياسية واقتصادية وأمنية وتعليمية وفكرية وإعلامية لاقتلاع الفساد والفوضى والتخبط والضياع.
هناك جهة في الكويت ذات سلطة كبيرة تتحكم في الأمور، يبدو أنها تتعمد عن قصد عدم تطوير الكويت وإصلاحها أو أنها مهملة في عملها أو أنها جبانة مترددة متخاذلة أو أنها فاسدة أو أنها لا تهتم ولا تبالي بإصلاح الكويت الغالية وتطويرها، وثبت أنها عاجزة عن إنجاز مشاريع جاهزة لم يتمكنوا من طرحها وإقرارها.
وحتى نبسط الأمر أكثر، إذا كانت لديك قسيمة في موقع متميز وأنجزت الدراسات والمخططات لتصميم حلمك للسكن في فيللا جميلة وتوافرت لك الأموال الكافية للبناء والتأثيث، ونصحوك بمقاول جيد، حتماً أنك خلال سنتين ستهنأ بسكنك في منزلك المبارك. إذا كيف يقبل صاحب القرار في دولة الكويت أنه بعد أن تم انجاز منذ فترة طويلة الكثير من الدراسات لمشاريع مهمة والتي رخص لها مواقع جاهزة ورصد لها الأموال ولدينا مقاولون أكفاء وقطاع خاص قادر، قام باستثمارات وبناء مشاريع جبارة داخل الكويت وخارجها، لماذا لم يتم تنفيذ هذه المشاريع؟ هل يعقل أن دراسات كثيرة ومخططات منجزة لمشاريع منذ أكثر من 25 عاماً تكلفت دراساتها ملايين الدنانير من أموال الدولة ما زال كثير منها مركونا ومهملا، منها دراسة قيمة وجدت حلولا لما نعاني منه يومياً من ازدحام مروري خانق؟!
من يتحمّل مسؤولية التقصير بعدم تنمية الكويت وتطويرها وتعطيل مشاريعها الحيوية والمهمة، وهي التي كانت في مرحلتي الستينات والسبعينات رائدة وكانت درة الخليج؟!
كما نحزن ونتألم بشدة حين يتجاهل صاحب القرار ويهمل توصيات ومقترحات ونصائح لانقاذ مستقبل الكويت اقتصاديا قدمت من خبراء متخصصين والتي يقدمونها كل سنة بأشكال متنوعة وبحلول مريحة وأساليب اقتصادية متطورة ومبتكرة، إما من خلال لجان متخصصة أو ندوات أو مؤتمرات أو كتب مرفوعة من جهات معروفة بسمعتها العلمية الطيبة وكفاءاتها الفنية. إلا أنه للأسف الشديد العشرات من هذه التوصيات والنصائح والمقترحات المتكررة لم تجد آذاناً مصغية، وكأن هناك تعمداً هو أقرب لجريمة مع سبق الاصرار والترصد للقضاء على مستقبل الكويت. ان احد الاسباب الرئيسية التي عطلت التنمية هو تخبط اداء نواب معارضتنا سواء «الشعبي»، «حدس»، «تنمية» أو «تحالف»، لعدم تحليهم بروح المبادرة وعدم تمكنهم من تشريع قوانين لإيقاف الفساد.
***
• من يراقب ما يحدث في الكويت يرَ وطننا ينتحر! فأوضاعنا تشبه من يقود سيارته مسرعاً حاملاً عائلته معه مندفعاً باتجاه واد سحيق، والجميع يطالبونه بالتخفيف ولا يصغي.
***
• تردي التعليم وتخبطه لدرجة إلزام الوزير إدارة جامعة الكويت بقبول أعداد كبيرة من الطلبة فوق قدرة استيعاب الجامعة، تبعها الفوضى في الرعاية الطبية التي ادت لسوئها إلى أن تم ابتعاث خلال عامي 2006 – 2008 نحو 10 آلاف مريض معظمهم علاجهم متوافر في الكويت، مصطحبين معهم 20 ألف مرافق كلفوا الدولة أكثر من ملياري دولار لكسب رضا نواب الفساد، ولو تم بناء مدينة طبية متخصصة في منتصف الدائري السابع لكان خيرها عمّ الكويت.
كيف لدولة حباها الله بأرض كريمة معطاءة وشعب طيب وحاكم عادل محب لخير الكويت وأهلها ان تصل أوضاعها الى مرحلة الرفاهية الكاذبة تحت شعار «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» وهو شعار مخرّب للأمم والدول والأسر؟ فلو تعرضت أسعار النفط لأي هزة لأصبحت أوضاعنا مأساوية!
***
• وصلنا إلى مرحلة سيئة جدًّا بسبب عدم هيبة القانون وتجبر بعض رجال الأمن وتسلطهم فأصبحوا دولة داخل دولة (واقعة المرحوم الميموني) وتفشي الفساد والرشوة في مؤسسات الدولة وبرلمانها وتردي الاقتصاد.. الشكوى لله، والله يصلح الحال.
***
• إن هدر الأموال بجهل وسذاجة وسفه وإسفاف على الشعب ليس حلاً، بل هو المشكلة في حد ذاتها، كما أجمع جميع الخبراء.
***
• وما زاد الطين بلة أن نواب مجلس الأمة، الذين لا يرجى من ورائهم خير، لم يتمكنوا خلال 15 سنة من تشريع قوانين تحد من الفساد ولم يتمكنوا من إقرار أكثر من 100 مشروع قانون متعطلة في أدراج لجان مجلس الأمة، ولم يطبقوا دراسات قدمها خبراء لإصلاح البلد بجميع القطاعات!
***
• نصحنا، صرخنا، كتبنا، تعبنا، كنا نظن صاحب القرار الذي بيده السلطة التنفيذية أنه لا يعلم واكتشفنا أنه يعلم كل شيء فانطبق عليه بيت الشعر:
«إن كنت لا تدري فتلك مصيبة…
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم}… أعظم أعظم
إن كان ما لنا إلا قول الشاعر فهد البورسلي:
«كلمة العاجز مديم…
بس يقول الله كريم»
***
• نحيي شبابنا للنتائج الباهرة وحصولهم على مراكز متقدمة لدورة الألعاب الخليجية في البحرين والبطولة العربية لألعاب القوى بأبوظبي وبطولة قطر الدولية للسباحة وبطولة العالم للكونغ فو المقامة في الكويت.