منوعات

الاندبندنت: قطر تستعرض عضلاتها

الربيع العربي الذي اتضحت ثمراته في القضاء على أنظمة دكتاتورية ثلاثة إلى الآن، حيث الإطاحة بنظام الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي، ونظام الرئيس المصري المخلوع والسجين في الوقت الحالي، محمد حسني مبارك، والعقيد الليبي الراحل والمدفون في مجاهل الصحراء معمر القذافي، والذي لم تكتمل فصوله الأخيرة إلى الآن في اليمن وسوريا، .. يبدو أنَّه كان مجالاً خصباً لظهور الطموح القطري، حيث الرغبة في لعب دور بالمنطقة يتعدى حدود المساحات الجغرافية ليظهر على سطح الواقع من خلال المشاركة المتنوعة ما بين الدعم المالي والأسلحة والأدوار الدبلوماسية… 

صحيفة الاندبندنت في عددها الصادر اليوم قامت بتسليط الضوء على هذا الجانب، حيث كتب روبرت فيسك مقالا بعنوان “تصعيد الجامعة العربية في مواجهة سورية يظهر أن قطر بدأت بشد عضلاتها”، متسائلاً هل بدأ الربيع العربي بالتأثير على الجامعة العربية أم أن الطموح القطري كان وراء انتفاضها؟ يطرح فيسك السؤال.

ويتابع الكاتب “فجأة تحولت الجامعة العربية، المنظمة الأكثر غباء وعجزا في تاريخ العالم العربي، من فأر إلى أسد، وزأرت بأنها ستعلق عضوية سورية فيها إذا لم تنه الأخيرة أعمال العنف التي ترتكب ضد المدنيين ولم تسحب دباباتها ومدرعاتها من المدن وتبدأ بالتحدث إلى المعارضة… ردت سورية بأنها أوفت بتعهداتها للجامعة، وأن قرار تجميد عضويتها غير قانوني وفيه مخالفة لميثاق الجامعة”.

ويستدرك الكاتب “لكن التأمل في عدد الأصوات التي دعمت قرار تجميد العضوية لن يجلب السعادة للنظام السوري، فمن أصل 22 دولة امتنعت العراق عن التصويت، ويرجع الفضل في هذا الى جورج بوش، بينما عارضته لبنان وسورية لوحدهما”.

ويرى الكاتب أن نفوذ قطر في العالم العربي بدأ يتضخم، حيث إنها ساهمت بالأموال والطلعات الجوية بالإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا.

وكما يرى فيسك فإنه لن تكون هناك مناطق حظر جوي فوق سورية، وتحبذ إسرائيل بقاء الأسد في السلطة، على أساس ان لا أحد يعرف من يمكن أن يخلفه.

ويختم الكاتب بالقول بأنَّه ليس هناك عربي واحد يرغب برؤية حرب أهلية تمزق سورية، وأنه قد استبعد مدير وكالة المخابارت المركزية الأمريكية ليون بانيتا تدخلا أمريكيا، لكن التهديد بتطبيق عقوبات اقتصادية على سورية هو مصدر قلق حقيقي لبلد اقتصاده بدأ بالتداعي فعلاً.