أقلامهم

باسل الجاسر: ما صدر في مخيم التكتل الشعبي كان خطباً “ماسخة” انطوت على االتهديد بربيع عربي في الكويت

أنتم تعيشون خريف نيابتكم وتكتلكم


باسل الجاسر


صدر في احتفال افتتاح مخيم التكتل الشعبي الربيعي كان خطبا «ماسخة»، وكلمات أطلقها بعض أقطاب هذا التكتل انطوت ـ وللأسف الشديد ـ على تجديد التهديد بربيع عربي لن تكون الكويت وأهلها في مأمن منه، وهذا ليس جراء الفقر ولا الظلم وإنما لفقدان أقطاب هذا التكتل للمزايا وما يجنونه من كثرة صراخهم الذي ثبت أنه لم يكن لتحقيق إصلاح وإنما كان للفوز بكرسي الامتياز الكبير وحلب ضرع الوطن بفرز الموظفين والسياحة العلاجية لغير مستحقيها وتجنيس من لا يستحق وما شابه من ممارسات، وكل هذا وما يهددوننا به اليوم ما كان إلا لتحقيق مصالحهم الأنانية ولفتح «الحنفيات» من جديد وعلى حساب هذا الوطن العزيز وهذا الشعب الكريم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله أن النائبين الفاضلين السابقين وليد الجري ومرزوق الحبيني لم ينحدرا لذاك المستوى ولم يشاركا في هذا «الزار»، فحافظا على مقامهما العلي وزادا من رصيدهما العالي لدي شخصيا واعتقد أن الكثيرين يشاركونني في هذا، ولكني مازلت أتطلع لأن يقوما بدور ما لكبح بعض زملائهما السابقين تجاه هذا الفُجر في الخصومة الذي بلغ مبلغا لم يعد يحتمله الوطن ولا أي غيور عليه، فقد بات يمارس ويصدر بشكل روتيني كل يوم، بيد أن آخر مسرحيات هؤلاء هي ذرف دموع التماسيح على الدستور الذي عبثوا به أيما عبث ولا أدل على ذلك العبث مما قاموا به من تقديم استجواب لرئيس حكومة لم تنته من أداء القسم أمام مجلس الأمة وبعد ذلك يتحدثون عن صيانة الدستور ويتهمون الآخرين بالعبث به.
وواقع الحال أن هؤلاء بالفعل يعيشون خريفهم السياسي وخريف نيابتهم عن الأمة بل خريف تكتلهم الذي تفاءلنا به الخير عند ولادته ولكن خابت الآمال وخاب الرجاء، وهذا الخريف بدأ فعليا فمن كانوا ينتخبونهم للمنافع وهم كثر بدأ صبرهم ينفد، فهاهما صيفان يمران والثالث آت بالطريق ولم يحظوا بالسفر على حساب الدولة وعلى حساب المستحقين للعلاج بالخارج، وكذلك المئات ممن عادوا لوظائفهم ليحللوا رواتبهم وباتت هذه الرواتب تأتي كنتيجة لما يقومون به من عمل وليس بسبب هذا النائب أو ذاك، وان استمر الحال إلى 2013 فإنهم سيجدون أنفسهم يواجهون مصيرهم المحتوم بالسقوط وستتخلص الكويت منهم ومن فسادهم وإفسادهم، فهم أثبتوا بأنهم الأضلاع الأشد فسادا، وسيفتح إقصاؤهم عن المشهد الآفاق أمام مسيرة الإصلاح، وهم يدركون هذه الحقيقة لذلك يجد المتابع هذا القدح غير المتزن والذي يأتي على غير هدى ولا بصيرة، وأقول للحكومة وسمو الرئيس الصبر الصبر، فكلما زاد صراخهم وعويلهم فإننا سنتأكد أن مسيرة الإصلاح تسير كما نحب كمواطنين.


وفي الختام أذكر أننا في الكويت ـ كويتيين ومقيمين ـ نعيش ربيعا فعليا سواء كان بالطقس هذه الأيام أو على المستوى المعيشي أو الاجتماعي أو السياسي لم ننعم بمثله من قبل، فحتى مواد التموين توزع علينا بالمجان ولله الحمد والفضل والمنة ولا نقول إلا اللهم زد نعمك على الكويت وأهلها وأدمها واحفظها من الزوال، وإن أراد هذا البعض أن يكرمنا فليكرمونا بسكوتهم أو على الأقل ليخففوا من تصريحاتهم وليجعلوها يوما تصريحا وثلاثة أو يومين لا تصريحات، فقد صار البعض كـ «البشتختة» كلما أدير قرصها نطقت بشكل مزعج، والله المستعان.