أقلامهم

محمد مساعد الدوسري: عن أي قانون يتحدثون ولصوص المناقصات ومحطة مشرف واستاد جابر يتمتعون بأموال الشعب بينما الشرفاء يرمون في السجون؟

المواطن الجيد..هو المواطن المسجون


 محمد مساعد الدوسري


شباب الكويت الأحرار، ممن تحقق معهم النيابة في هذه الأثناء، هم شباب الكويت الخائف عليها، والساعي إلى تحقيق دولة الحق والعدالة والمساواة والحرية، شباب مثل الدكتور مشاري المطيري وفواز البحر وحماد النومس وعلي برغش والآخرين، هم يعملون ليل نهار ليتمتع الكويتي باحترامه الكامل في وطنه، ويجتهدون ليأمن الكويتي من التعذيب أو القتل على أيدي أجهزة الأمن التي قتلت الميموني، فكيف بعد كل ذلك يلقى القبض على هؤلاء الوطنيين، ويترك الراشي والمرتشي في أماكنهم يتمتعون في أموال الحرام التي ابتلعوها من ثروة الشعب؟.
هناك فكر يسيطر على البعض الذي اختطف الدولة هذه الأيام، قائم على معادلة واضحة، وهي أن المواطن الجيد هو المواطن العبد الذي لا يعترض على الفساد والسرقة والحرمنة وانعدام المساواة، وليس من باب المقارنة ولكن هو فكر استخدمه قبل ذلك الصهاينة في وجه الفلسطينيين عندما اعتمدوا مقولة أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، والخوف كل الخوف أن يتحول الوضع بعد فترة إلى أن يكون الكويتي الشريف والجيد هو ذاك الذي يقبع في السجون بينما يتمتع اللصوص والفاسدون بالوطن بلا أي حسيب أو رقيب.
عن أي قانون يتحدثون ولصوص المناقصات ومحطة مشرف واستاد جابر ومولدات الكهرباء وتهريب الوقود يتمتعون بأموال الشعب الكويتي، بينما الشرفاء ممن رفعوا صوتهم في وجه الفساد يقيدون ويرمون في السجون، هل يعقل أن القضايا التي رفعها النائب جمعان الحربش والدكتور عبيد الوسمي على انتهاك منزل الأول وسحل الأخير في الشارع لم تنظر فيها جهات التحقيق حتى الآن، رغم مضي عام كامل عليها، بينما تهرع هذه السلطات لاعتقال الشباب ممن دخل مجلس الأمة في ظرف أيام معدودة، هل هي رسالة أن القانون يطبق على الشريف فقط؟.
الاعتقاد أن الشعب سيسكت ويستكين لمن يريد أن يستعبدهم ويسومهم سوء العذاب واهم ولا يقرأ التاريخ جيدا، فالشباب لهم روح تعشق التحدي والمخاطرة، وما تقدمونه لهم يعتبر في عيونهم ملاحم جميلة يمكن أن يسجلوا أسماءهم فيها بكل فخر وكبرياء، فهل تعون ذلك؟، هل تعتقدون أن الناس ستسكت عن الفساد الذي وصل لطعامهم وشرابهم وصحتهم وتعليمهم؟، هل تعتقدون أن الشعب سيسكت عن تولي الفاسدين والرعاع لمراكز النفوذ في الدولة وتصدرهم للواجهة الإعلامية وكيلهم الشتائم البشعة والتشكيك في الأصول والأعراض والولاء؟.
أنظروا حولكم جيدا وتمعنوا، فإن التغيير الكبير وتوق الناس للحرية ومبادئ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص هو المحرك والحافز الرئيسي، فإذا ما أضفنا لذلك فسادا منتشرا وشتائم تكال وتشكيكا بالولاء والأصول والاحتقار، فإننا أمام وصفة مثالية لتفجر شعب صمت أعواما كثيرة، وقابل للاشتعال في أي وقت.