أقلامهم

ذعار الرشيدي: ما نشهده هذه الأيام هو حروب بالوكالة يدير جزءا كبيراً منها لاعبون خلف الكواليس

حديث حرب الوكالة.. “المقدسة”


ذعار الرشيدي


 


«الرأي.. والرأي الآخر»
أصبحت في الكويت.. «التجمع والتجمع الآخر».


لا مجال لتفصيل أمر ما يحدث في البلد دون أن نتحدث عن الأسباب التي أدت إلى النتيجة «الاحتقانية» التي وصلنا إليها.


سبق أن قلت إن كل ما نشهده هذه الأيام من احتقان سياسي مفرط في الحساسية هو حروب بالوكالة يدير جزءا كبيرا منها أو على الأقل بعضها لاعبون خلف الكواليس، فنواب الموالاة ليسوا جميعا في جيب الحكومة بل في جيوب ناس آخرين (تجار أو شيوخ) من مصلحتهم موالاة الحكومة في هذه الحروب السياسية الطاحنة، كما ان بعض نواب المعارضة خرج من جيب نافذين آخرين يعادون الحكومة أو يعادون رئيسها، ومن مصلحتهم هذه الأيام ارتداء قلنسوة المعارضة بل واستعارة لسانها، فليس كل الـ 19 نائبا ضد الحكومة بدوافع وطنية خالصة، بل بعضهم موجه للهجوم على الرئيس، ومن هنا تنطلق جميع شرارات معارك حرب الوكالة السياسية وهذه هي مشكلة البلد، الإيداعات المليونية ليست حديثة العهد على مشهدنا السياسي فهي كما نعرفها ونطلق عليها مصطلح «المال السياسي» وهو أمر ليس بجديد علينا، الجديد هو طريقة التعاطي واللغة التصعيدية التي صاحبت الكشف عن هذه القضية «القديمة.. المتجذرة»، الواسطة والمحسوبية والفساد والمحاباة ليست هي الأخرى بجديدة، بل الجديد هو كيفية التعاطي معها بلغة مختلفة وتحت ظروف مختلفة والتي سببها حروب الوكالة سواء داخل البرلمان أو خارجه بأيدي نواب أو بأيدي ناشطين سياسيين وتجار، الضحية هنا هي البلد والمتضرر الأكبر هو المواطن، لا شأن لنا بحروبكم ومعارككم هذه ليست معاركنا، بلد لم يتم فيه بناء مستشفى حكومي واحد «عليه القيمة» منذ 1983 وجامعة حكومية واحدة ترزح تحت ضغط الساسة تارة وضغط الأعداد الطلابية الهائلة منذ 20 عاما وأنتم تتحدثون، وتفريغ مادة الاستجواب من محتواها ليس بأسوأ من التعليق وفرض الرقابة على الصحف، ولكن وكما قلت هذه القضايا ليست وليدة اليوم، ولكن ما تغير هو أسلوب التعاطي وظروف المرحلة الحالية التي خلقت لدينا حروبا بالوكالة يقودها متنفذون فرسانها أعضاء مجلس أمة وبيادقها ناشطون سياسيون بعضهم يعي ما يفعله تماما، وبعضهم الآخر يتبع – للأسف – أسلوب مشجعي كرة القدم، ولن تضع هذه الحرب التي يراها البعض مقدسة أوزارها إلا بحل جذري يعيد الأمور الى نصابها، ولن يتحقق هذا الأمر إذا استمر اللاعبون الرئيسيون في مواقعهم.. سواء في المجلس أو خارجه.


توضيح الواضح: محزن جدا أن تنظر في عيون أطفالك وتتساءل وسط ما نشهده اليوم.. أي مرحلة سنورث لكم؟!