لنهدم أسوار القبلية
عبدالله الفويضل
جزى الله الحكومة كل خير فأخطاؤها تصب أرباحا في صفوف مناوئيها فكم مرة وقفت لتعمل على تمزيق المجتمع لتأتي أزمة المعتقلين هذه المرة وتقف شرائحه أمام ساحة قصر العدل للتضامن مع الشباب والمعارضة دون ان نجد أحداً يسأل الآخر أنت من أي فئة بل جميعهم يشدون من أزر أهالي المعتقلين ويحيون صمودهم وصمود نواب المعارضة في وجه فساد الحكومة. في هذه الأثناء لم يعد الوقت يسمح بأن نجاري الحكومة في نهجها ومحاولة الولوج قبليا وترسيخ مشيخة القبيلة كواقع سياسي وجعلها الناطق الرسمي باسم أبنائها في ظل دولة الدستور والتي يفترض فيها الواقع ان تتراجع المشيخة كثيرا من موقعها السابق لتستقر في موقعها الجديد والذي نشأ منذ بزوغ فجر الدستور سنة 1962 وهو المسمى بـ«المرجعية الاجتماعية»، وما إقحام مشيخة القبيلة في العمل السياسي سوى عبث وخلط للأوراق وتندر من قبل أبنائها الذين يدركون أنها لم تعد تلك الورقة التي لها ذات التأثير. من هنا فاذا تجاوزنا خطوة بعض مشايخ القبائل وفهمها في اصدار البيانات المؤيدة لخطوات الحكومة واجراءاتها حيال أزمة الاقتحام العفوي لبعض الشباب والنواب لمجلس الأمة فانه ينبغي عدم الانجرار وراء خطوة الحكومة من قبل الشباب في اصدار بيانات مغلقة قبليا تخدم في الواقع خططها ونهجها ولو كانت تندد بسياستها وتدعو للتمسك بالدستور حول الوضع الراهن في ظل مشهد مغاير أشاد به الجميع يجسد وحدة المجتمع أمام قصر العدل وفي ساحة الارادة.
أضف تعليق