أقلامهم

الربيع العربي يهدد الأنظمة الخليجية .. ناصر المطيري ناصحاً الحكومات بالاتعاظ بغيرهم

ناصر المطيري
بحر الخليج الهائج!
رغم أن الدر كامن في أحشائه والخير يطفو على مائه وتنسكب خيرات الأرض على شطآنه إلا أن الخليج العربي بدأت أمواجه تهدر ورياحه تعصف لتدفع أشرعة الإصلاح والتغيير إلى الأمام، الخليج لم يعد معزولا عن المحيط العربي لأن تدافع أمواج المحيط حرك مياه الخليج فتلاطمت الأمواج على سواحلنا الهادئة. 
هل عدوى التغيير والإصلاح قادمة إلينا ولم يعد خليجنا استثناء من محيطنا؟ أم انها زوبعة في فنجان قهوة عربية مرة يحليها «قدوع» النفط الخليجي؟ لا بل المشهد اليوم أكبر وأخطر مالم نتداركه بحكمة التعاطي والتعامل مع حراك الشعوب وتفهم مطالبها قبل فوات الأوان. 
على الخليجيين أنظمة وحكومات أن يستفيدوا من دروس من سبقوهم ولايكرروا أخطاء الأنظمة العربية التي سادت ثم بادت، سادت فتعالت على مطالب شعوبها وكابرت بعناد ثم طغت في البلاد وأخيرا بادت وكان مصير أنظمتها الخزي والهوان لأنهم فهموا درس إرادة الشعوب متأخرا.. حسني مبارك لم يستفد من درس زين العابدين بن علي ، والقذافي تجاهل تجربة الإثنين السابقين فاصبح من المقبورين ، وعلي عبدالله صالح شرب من دماء شعبه حتى الثمالة وتنحى ذليلا بخزي ومهانة بعد أن رأى برهان ربه في ارادة شعبه، ويبقى «أسد» الأمس في عرينه جريحا اليوم بعد أن تكسرت مخالبه وأنيابه على صخرة أرادة شعبه مكابرا رافضا كل مبادرات الإنقاذ لذلك لن يكون افضل حالا ممن سبقه.. فهل نعتبر نحن أهل الخليج؟
يقول الحكماء: السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ به الناس، علينا ألا نستهين بالإرادة الشعبية أو نتجاهلها أو نقلل من قيمتها وقوتها فهي تنمو في أرض القمع وتكبر في غياب العدل وتتضخم داخل أسوار السجون.
خليجنا العربي اليوم في حاجة لقلوب حية وعقول حكيمة تقرأ واقع الحال ومتغيرات وتطورات الزمان وتقلبات العالم لتتعامل بمرونة ووعي لاحتواء أمواج هذا الخليج الهادرة قبل أن تمزق أشرعة السفن.