أقلامهم

عبد اللطيف العميري يوثق للتاريخ أسباب استقالة الحكومة ودور الأمن والنيابة في ذلك

عبد اللطيف العميري
لماذا استقالت الحكومة؟
استقالة الحكومة يوم 28/11/2011 ستكون تاريخية بكل المقاييس ليس لأنها الأولى فقد سبقتها استقالات كثيرة ولكن لأن السبب كان فريدا من نوعه وهو السخط الشعبي العارم على الحكومة الذي لم تتوقعه بل هي صنعت ذلك بيدها عندما وصل الغرور مداه والاستهتار منتهاه في شطب الاستجواب المقدم من السعدون والعنجري تبعه تصريحات حكومية بأن هذا نهج جديد سيتم اعتماده مع جميع الاستجوابات الموجهة لرئيس الوزراء ولكن من أشاروا عليهم لم يصدقوا ولم يكونوا ناصحين مؤتمنين لأن هذا الشطب كان بمثابة الشرارة التي أشعلت السخط الشعبي فتبعه تجمع في ساحة الارادة نجم عنه خطأ كبير في اقتحام المجلس أساءت الحكومة واتباعها داخل مجلس الأمة استغلاله فأخذتهم العزة والكبرياء بمحاولة زج جميع من اقتحم وبأعداد كبيرة في غياهب السجون وتسجيل قضايا ضدهم كنوع من الارهاب.
وإمعانا في استعراض القوة تبع ذلك حماس النيابة وسرعتها في تحريك الدعوى وضبط وإحضار عشرات من الشباب الكويتي وكانت هذه الفعلة هي التي قلبت جميع موازين اللعبة السياسية فبعد ان كسبت الحكومة تعاطف الكثير من الناس بعد اقتحام المجلس وضعف تعاطف الناس مع المعارضة قامت الحكومة بحركة غبية بضربها واعتدائها على المعتصمين عند المباحث الجنائية مما ولد ردة فعل شعبية عنيفة ضد هذا الاسلوب القمعي وما تبع ذلك من تعسف في حبس الشباب الكويتي من اجل مطرقة وكوب ماء بل وبلغ التعسف مداه من قبل الداخلية عندما حجزت الشباب في المباحث الجنائية ومنعت عنهم الاتصال بأهليهم وذويهم بل ومنعت حتى الدواء عن المرضى مما تسبب في سقوط بعضهم ونقله الى المستشفى، كل هذه الإجراءات ولدت ردة فعل شعبية عنيفة ترجمتها وعود والتزام كثير من الناس بحضور كبير وضخم في ساحة الإرادة وهو ما رصدته الحكومة عن طريق اجهزتها الأمنية ورفعت تقارير بأن ساحة الإرادة ستشهد حشدا غير مسبوق في التاريخ الكويتي وهو ما لم تطقه السلطة والحكومة، فكان لابد من اتخاذ إجراء سريع وحاسم لتخفيف وطأة ما سيحدث في الإرادة فكانت الاستقالة التي اجبرت عليها الحكومة بإرادة شعبية غير مسبوقة وتمكن الشعب الكويتي الحي من أن يثبت للعالم أن إرادته لن تختطف من نواب مرتزقة قبيضة باعوا أمانتهم ووطنهم بوسخ الدنيا، وليسجل التاريخ بأحرف من نور لهذا الشعب وقفته ورفضه للتعسف والظلم والأساليب البوليسية القمعية التي حاولت الحكومة المستقيلة غير المأسوف عليها انتهاجها مع الشعب الكويتي.
هذه أسباب الاستقالة نذكرها للتاريخ وندونها حتى لا يطويها النسيان، ويظل في ذاكرة الوطن أن للشعب كلمة.