أقلامهم

وائل الحساوي: لابد من استكمال الخطوات بإطلاق سراح المحتجزين ومحاسبة المرتشين الذين باعوا ديتهم ودنياهم من أجل حفنة من المال

جاء الفرج


د. وائل الحساوي


عادت اجواء التفاؤل من جديد إلى الكويت بعدما حل سمو أمير البلاد الحكومة، وعين الشيخ جابر المبارك رئيس وزراء جديداً، وهذه هي الكويت دائما، كلما تعقدت فيها الامور وتأزمت إذا بالحلول تهبط تلقائيا لتبدد مخاوف الناس وقلقهم، ولاشك ان حكمة سمو امير البلاد حفظه الله لها دور كبير في انفراج تلك الازمة بعد فضل الله تعالى.
هنالك خطوات لابد منها لانهاء الاحتقان على الساحة المحلية والذي كاد ان يتفجر واهمها اطلاق سراح المحتجزين على ذمة التحقيق ممن شاركوا في الاحداث الاخيرة، فلا شك ان الاستمرار في حجزهم بهدف تأديبهم ليس له ما يبرره لاسيما وان ما طالبوا به قد تحقق ومن المفترض ان يُقفل ذلك الملف نهائيا، لاسيما وان اعمالهم لا تعتبر جرائم يستحقون عليها العقوبات الشديدة، بل والاهم من كل ذلك هو ان هنالك الكثير ممن يجب ان يكونوا في السجون ولم يتم استدعاؤهم امثال النواب القبيضة بينما من احتجوا على ذلك تم الزج بهم في السجون.
• القضية الاخرى هي ان ذلك الحراك السياسي يجب الا يقف عند التغييرات في الحكومة والمجلس ولكن لابد من استكمال محاسبة النواب الذين باعوا دينهم ودنياهم من اجل حفنة من المال واثبتوا انهم لا يستحقون المكان الذي وصلوا اليه، فلابد من محاسبتهم وملاحقتهم قضائيا إلى ان نسترد كل فلس اخذوه بغير وجه حق وان نزج بهم في السجون.
• القضية الثالثة هي ان قوى المعارضة يجب الا تعتبر ما جرى نصرا لها وهزيمة للطرف الآخر فتتمادى في مطالبها بغير حق وتصر على التصعيد مع الحكومات المقبلة، فكما قيل «ليس كل مرة تسلم الجرة» والشد المبالغ فيه قد يأتي بنتيجة عكسية.
• اما الاهم في تلك التجربة المريرة فهو ان الناخبين يجب ان يدركوا ان النجاح والفشل هو في ايديهم وان تفريطنا في اختيار الكفاءات للمجلس هو السبب في كل ما حصل، ولعلها تكون لنا تجربة نتعلم منها الكثير ولكي نكثف جهودنا لاختيار القوي الامين بعيدا عن المجاملات الرخيصة وايثار خطوط النفس على الالتزامات الوطنية – نسأل الله تعالى ان يوفقنا لما فيه خير الكويت ورفعتها وان يزول التوتر والاحتقان من بلادنا، وان نتسابق على اعادة بناء ما تم اهماله وما فرطنا فيه.


الله يعين الشيخ جابر
نبارك للشيخ جابر المبارك رئاسة مجلس الوزراء، ولا شك انه سيكون رجل المرحلة المقبلة باذن الله تعالى وسيستفيد من الاخطاء التي وقع فيها سلفه، ولابد للجميع ان يتعاونوا معه على هذه المهمة الصعبة لا ان يبدأ العد التنازلي لاحصاء اخطائه من أجل محاسبته وإسقاطه.