3 وزراء عجّلوا بسقوط الحكومة!
وليد عبدالله الغانم
قرار قبول استقالة الحكومة لاقى الارتياح في الكويت، وهي الحكومة التي لم تستطع إنجاز ما يستحق الذكر للدولة خلال مدة عملها، كما سابقاتها، لقد كانت استقالة الحكومة مستحقة ومنتظرة منذ زمن لولا وقوف بعض النواب موقفاً متخاذلاً بدعمها في الحق والباطل.
ماذا يمكن أن يقال عن أداء هذه الحكومة مع ضم سنواتها السابقة بخلاف الفشل السياسي والعجز الإداري والتردد القانوني والإخفاق المجتمعي والتردي الاقتصادي، لقد ضاعت من عمر الوطن سنوات ثمينة، بسبب بقاء هذه الحكومة التي عطلت الإنجاز بشكل غير مسبوق.
إن تقييم أداء هذه الحكومة يحتاج إلى صفحات وصفحات، لكن لا يمكن بحال من الأحوال غض الطرف عن المواقف المزعجة والأخطاء الفادحة لبعض وزرائها، التي فاقمت السخط الشعبي منها، وعجلت بفراقها لسدة السلطة التنفيذية.
الوزير علي الراشد في مقدمة الوزراء المتسببين في الحنق الشعبي العارم من الحكومة المستقيلة، بسبب طريقة تعامله الإعلامي مع الأوضاع السياسية، فجاءت مقابلته التلفزيونية المثيرة للجدل قبل أسبوعين لتعزز اصطفاف قواعد المعارضة بنوابها ويشعل حماسة الشباب للإصرار على المضي قدماً في مطالبتهم برحيل الحكومة.
الوزير د. محمد البصيري نجم إشعال الإضرابات الوظيفية قبل شهرين، عندما أدار ملف زيادات النفط العجيبة بصورة أثارت جميع العاملين في الدولة، لتتخذ الحكومة قراراً خطيراً، قلب عليها الطاولة، واستفز عموم موظفي الدولة لندخل في أسابيع من الإضرابات الفوضوية، التي عجزت الحكومة حتى الآن عن التعامل معها.
الوزير أحمد المليفي وطريقة تعامله مع كادر المعلمين، على الرغم من بدايته الوزارية الحسنة، عندما زار جمعية المعلمين في مقرها، وأكد دعمه لهم، ثم يُفاجأ الناس بطريقة تعامله مع مطالبات المعلمين وبدعته المسماة «البونص الوظيفي» ثم مماطلته للمجلس في التصويت على الكادر، حتى أقر رغماً عن الحكومة في موقف هزيل جداًَ لسياستها المعلنة.
«بلا الحكومة منها وفيها»، الأداء الحكومي العاجز كملته تصريحات الوزراء الإعلامية غير الموفقة واندفاعهم لتسجيل أهداف شخصية بصورة كريهة وتعاطيهم المتعالي مع قوى المعارضة والمطالبات الشعبية المختلفة. كل هذه الأمور ساهمت في إغراق الحكومة المستقيلة بعد الخرق الرهيب الذي أصاب مركبها، المتمثل في فضيحة الإيداعات والتحويلات المليونية. كل ما نريده أن تتعلم الحكومة الجديدة الدرس من الحكومة المستقيلة، فيتنبه الوزراء المحترمون إلى طريقة تعاملهم مع الشعب وممثليه، «فرُبَّ كلمة قالت لصاحبها دعني».. والله الموفق.
أضف تعليق