منوعات

“الهدامة”.. باقية في ذاكرة الكويت

مع بداية كل فصل شتاء يترقب أهل الكويت هطول الأمطار ويستبشرون خيراً بعد تساقطها بالقول “السنة ربيع” فتزدهر المراعي ويغزر انتاج مواشيهم، غير أن المطر له في ذاكرة الكويت قصة أخرى.. تلك هي قصة الهدامة عام 1934 حين هطلت الأمطار بغزارة فكانت “نقمة” بمعنى الكلمة عليهم، اذ تعرضت البلاد إلى موجة أمطار غزيرة استمرت لثلاثة أيام وأدت إلى هدم الكثير من البيوت المبنية من الطين، في أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك.



وفي مثل هذا اليوم من عام 1934 كان الكويتيون على موعد مع أكبر كمية تساقط للأمطار في تاريخها، إذ بلغت 300 مليلتر أي ثلاثة أضعاف مايهطل في عام واحد، واستمرت لثلاثة أيام متواصلة تسببت خلالها بهدم 1000 بيت من البيوت الطينية وتضرر على إثرها 18.000 شخص، وبلغ عدد المصابين الذين سجلوا رسمياً في دائرة الصحة 11 مصاباً توفى منهم 2، وكانت المنطقة الأكثر تضرراً هي الواقعة بين دروازة عبد الرزاق وقصر نايف.



وظل الكويتيون يتذكرون هذه السنة وينقلونها إلى أولادهم واحفادهم، حيث ذكرت في العديد من المسرحيات والمسلسلات الكويتية، كما خلد شعراء ذلك الزمن الحادثة من خلال تصوير فصولها بقصائدهم التي حملت الكثير من التأثر بما خلفته تلك الكارثة، فقال الشاعر محمد الصابري:




حمد الرب الحميد        على ما يفعل ويريد

والتطير ما يفيد           لو تركض حد النهاه

ما للعبد الا المقسوم      لو يحلق للنجوم 

يا جاهل يوم معلوم      ما يفيده كثر بكاه

جانا هدام السيسان       اللي كونه ما قد كان

جانا بدخول رمضان       على اول يوم صمناه 

لو ما حنا بالسحور       ما بقي منا مرور

قبرنا من غير قبور       كل بيته صار غطاه

مزنه ماها حقوق       جتنا من جبلة تسوق

نوها ما فيه فتوق       وامطت بامر الاله

الرعد يرجف رجيف       نحسبه غيم خفيف

امطرت من غير سوق       زلزلت فيها ملوك

واستوت دكه ودكوك       ماهقتنا بالحياه

شفنا شي ماكد صار       ما حكوا فيه الكبار

سوات بالنفود ابحار       شفنا شي ما شفناه

السكيك الها هدير       من مشى فيها خطير