خالد جان سيز
سوري .. وأرفع راسي بالكويت
لا، ليست مفارقة ان أكون من بلاد وأشعر بالفخر ببلاد أخرى، فكم أثبتت التجارب وحقائق التاريخ ان البشرية يجمعها شعور واحد هو «الإنسانية» وتلتقي شعوبها على ضمان الحقوق واحترام الواجبات، فحيثما كان هناك مناخ حضاري يحترم الإنسان فهو وطنه ولا علاقة للجغرافيا والتاريخ والمصالح بذلك.
أعيش في الكويت منذ 6 سنوات، لم يوقفني رجل أمن مرة واحدة، ولم أحصل على مخالفة أبدا، ولم اشهد تقصيرا من أية جهة صحية أو مرورية أو إطفائية حين احتجتها، أقرأ وأكتب واشعر بإنسانيتي وأشاهد الديمقراطية على الواقع والقانون المطبق على الجميع في دولة المؤسسات، وقفزة الكويت الحضارية قياسا بالدول العربية الاخرى.
أنا السوري، من دولة عمر حضارتها 10 آلاف عام، سكانها اكتشفوا الابجدية وأهدوها للبشرية ودونوا العلامات الموسيقية وأشادوا الممالك المتحضرة، اشاهد الان بلادي تحت القصف والتدمير، واشاهد ايضا العالم كله يهرع لإنقاذ شعبي من نظام لم تأخذه بالابرياء رحمة، نظام يريد اغلاق وطني والتصرف بالشعب كيفما يشاء، يحصي عليه انفاسه، ويحدد ماذا يضره وماذا ينفعه، وماذا يجب ان يأكل وماذا يجب ان يقرأ، ويتخمه بالشعارات الجوفاء.
سكان الكويت الذين لا يتجاوزون المليون نسمة، والذين يعيشون في دولة صغيرة المساحة قدموا تجربة يحترمها كل انسان في مجال الديمقراطية والحريات وحب الوطن.. حب الوطن بصدق.. واحترام حرية الإنسان.. وآخر ما أبدعه النظام في بلادي هو منع استخدام «الآي فون».. خوفا على شعبه… لك الله يا سوريا.. اعذريني فأنا السوري.. ارفع راسي بالكويت.
أضف تعليق