محمد جوهر حيات
رسائل إلى الرئيس الجديد والمعارضة
بعد أن قبل أبو السلطات حفظه الله ورعاه استقالة الحكومة العاجزة، ورحل رئيسها الذي لم يوفق في إدارة شؤون البلاد ومصالح العباد، وتمت تسمية الشيخ جابر المبارك رئيساً جديداً للوزراء وتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة، وكذلك تم حل المجلس حلاً غير مأسوف عليه بعد أن فقد ثقة الأمة لتفشي الفاسدين به، وفشله بإقرار قوانين مكافحة الفساد، ولم يكشف الراشين والمرتشين، وكان الحل بمثابة الرياح التي لا تشتهيها سفن نواب (إلا الرئيس) وبذلك حققت المعارضة النيابية ما كانت تطالب به وهو العودة إلى صناديق اقتراع الناخبين، وتحمل الشعب الكويتي مسؤولياته كاملة، ويختار من يمثل الأمة ولا يمثل عليها! ولكن هل سيحسن الشعب الاختيار هذه المرة، أم سوف يكرر (الكرة) مثل كل مرة، وهل سيغير الشعب معايير الاختيار التقليدية المفلسة، مثل الطائفية والعائلية والقبلية والمناطقية، أم سوف يختار وفق معايير الكفاءة والقدرات النيابية والبرامج الانتخابية ذات التشريعات التنموية والرقابة الصادقة، وهل سيختار المواطن من يخدم مصلحته الخاصة الضيقة، أم سوف يختار من يخدم المصلحة العامة وفق الدفاع عن الدستور وقيمه السامية، والقانون ودولة المؤسسات وحرمة المال العام؟
للمرة المليون… لنجرد أنفسنا من مذاهبنا وعوائلنا وقبائلنا ومناطقنا، ولنكن مواطنين نختار من يمثلوننا بالسلطة التشريعية ليرسموا لنا ولوطننا لوحة المستقبل الزاهي والجميل من قبل الألوان الزاهية والجميلة التي سوف نختارها يوم الاختيار، ولكن السؤال المهم والأهم… هل سنجرد أنفسنا من تقسيماتنا الثانوية؟!
إلى الرئيس الجديد
يجب أن تعتز بتكليفك بمهام رئيس الوزراء من قبل صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ولكن إن كنت ترغب بالاستمرار والعمل والفلاح، والتعاون مع السلطة التشريعية من أجل الإنجاز والتطوير والتقدم والرقي، فلابد أن تضع أنت وحكومتك أمام أعينكم ضرورة الإشراف على الانتخابات البرلمانية بكل شفافية ووضوح ونزاهة وفق مسطرة قانونية عادلة ومساوية للجميع أمام سيادة القانون، ولابد من الجدية بمحاربة جميع وسائل تدمير وتدليس العملية الانتخابية مثل الفرعيات المجرمة قانونياً والمال السياسي النتن، وأيضاً ضرورة تشكيل حكومة يتم اختيار أعضائها على أساس الكفاءات وليس الولاءات والمحسوبيات والمحاصصة والترضيات. ولا يخفى على أحد وأنت أولهم بأن الشعب يطالب حكومتك الجديدة والمجلس الجديد أيضاً بكشف الراشين والمرتشين عبر الأطر القانونية دون تخاذل أو تقصير منكما، ولابد من التشبث والتمسك بالقانون في أداء عمل الحكومة المقبلة، وقطع طرق التجاوزات القانونية والمالية والإدارية كافة، التي اشتهرت بها الحكومات السابقة مع الأسف الشديد، وكذلك أصبح من الواجب الالتفات إلى التنمية الحقيقية وفق الإمكانيات المتوافرة والمتاحة، وليس التنمية الزائفة مثل تنمية صديقنا (بائع الأوهام والإنجازات الدفترية وراعي الحرشة مع النحشة)!
إلى المعارضة
نبارك للكويت أولاً ولكم تحقيق مطالبكم التي اتفقنا معكم حولها رغم تحفظنا على بعض الممارسات، ولكن نستمتع عندما نرى تمسككم بالدستور وقيمه والقانون، ونطالبكم بالاستمرار على ذلك النهج دوماً وليس يوماً، كما نطالبكم بعدم خوض جريمة الفرعيات، وأن تحذوا حذو زملائكم (الطاحوس، والوعلان، وهايف، ومزيد، والدقباسي، والمويزري) الذين سيقاطعون الفرعيات كما قاطعها من قبل (البراك، وبورمية) وندعوكم إلى الابتعاد عن قوانين تفليس خزانة البلاد، وقوانين دغدغة مشاعر الناخبين الفاقدة لقيمة المساواة بين المواطنين كافة، وقوانين سفك وقتل حرية الاعتقاد والتفكير والرأي والتحصيل العلمي والمعرفي والاطلاع، كما ندعو القوى الدينية إلى الابتعاد عن النعرات الطائفية والاصطفاف الطائفي والمذهبي، ولابد من فتح هذه التنظيمات السياسية لكل الطوائف، ولا تكون تنظيمات ذات الطائفة الواحدة دون الأخرى، ولتكن هذه التنظيمات للجميع، ولابد من تقديس الحريات وعدم فرض الوصايا على المواطنين الأحرار، وأخيراً ندعو بعض المعارضين الجدد بأن يستمروا بمطالبهم الإصلاحية (كرمال) لإصلاح ونهضة الكويت وليس (كرمال) لي (بوفهد)!
أضف تعليق